السبت، يونيو 13، 2009

التعامل مع البيوت المسكونة بالجن والشياطين

( && الطريقة الشرعية والحسية في التعامل مع البيوت المسكونة بالجن والشياطين && ) !!!


الإخوة مشرفي وأعضاء وزوار ( مندى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

كثيرا ما نسمع عن أحوال غريبة تحصل هنا وهناك من حرق للبيوت ، وعبث في الأثاث ، وسرقة من المحتويات ، أو سماع أصوات غريبة في بعض المنازل ، ونحو ذلك من أشكال الإيذاء التي قد يتعرض له ساكنو تلك البيوت ، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة ما يثبت وجود نوع من أنواع الجن يحلون ويظعنون وهم ما يطلق عليهم اسم ( العمار ) ، وهذا الصنف قد يصدر منه بعض المظاهر آنفة الذكر ، فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبي ثعلبة الخشبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم اجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 3114 ) 0

وقد حكى ابن عقيل في " الفنون " حيث قال : ( كان عندنا بالظفرية يعني من بغداد دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى ، فجاء مرة رجل مقرئ فاكتراها وارتقبناها فبات بها وأصبح سالما فتعجب الجيران ، فأقام مدة ثم انتقل فسئل فقال : لما بت بها صليت بها العشاء وقرأت شيئا من القرآن وإذا شاب قد صعد من البئر فسلم علي فبهت 0 فقال : لا بأس عليك علمني شيئا من القرآن فشرعت أعلمه 0 ثم قلت : هذه الدار كيف حديثها ؟ قال : نحن جن مسلمون نقرأ ونصلي ، وهذه الدار ما يسكن بها إلا الفساق فيجتمعون على الشر فنخنقهم 0 قال : ففي الليل أخافك فتجيء نهارا 0 قال : نعم 0 قال : وكان المصعد من البئر بالنهار وألفته فبينما هو يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول : المرقى من الدبيب ومن العين ومن الجن 0 فقال : أي شيء هذا ؟ قلت : معزم 0 قال : أطلبه فقمت وأدخلته فإذا أنا بالجني قد صار ثعبانا في السقف فعزم الرجل فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل ، فمنعته ، فقال : أتمنعني من صيدي ، فأعطيته دينارا وراح فانتفض الثعبان وخرج الجني وقد ضعف ونحل واصفر وذاب 0 فقلت : مالك ؟ قال : قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية وما أظنني أفلح ، فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخا فانهزم : قال : فسمعت في الليل النعي فانهزمت 0
قال ابن عقيل : وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها والله أعلم ) 0

قلت : استوقفني في القصة المذكورة آنفا أمر يتعلق بقصة الجني حيث قال " قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية " والذي أعرفه ويعرفه كل معالج متمرس في هذا المجال أن القرآن والتعزيمات الإسلامية لا تؤثر من قريب أو بعيد بالجن المسلم ، بل على العكس من ذلك تماما ، فهي طمأنينة لقلوبهم وراحة لأسماعهم ، وقد حرصوا على سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون تأثير هذه التعزيمات الإسلامية إلا على شياطين الجن فتحرقهم وتضعفهم وتنال منهم بإذنه سبحانه ، وبكيفية لا يعلمها الا الله عز وجل ، ولذلك نرى بعضا من الشياطين يصرخون ويحترقون من سماع القرآن ، وعند إسلامهم وعودتهم وإنابتهم للحق سبحانه وتعالى تراهم قبل مرحلة مفارقـة الجسد يخشعون ويتفاعلون مع سماع القرآن وتطمئن قلوبهم به ، وقد يذرفون الدموع خوفا وخشية من الله سبحانه وندما على ما ارتكبوا من معاصي وآثام ، وبعض القصص الواردة في هذا الموقع تؤكد على هذه الحقيقة ، والله تعالى أعلم 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إيذاء الجن والشياطين برمي الحجارة وإغلاق المصباح فأجابت :

( قد يكون هؤلاء نفرا من شياطين الجن اعتدوا عليك وعبثوا بك لتخرج من البيت أو لمجرد العبث بك واللعب عليك وقد يكون منهم انتقاما منك لإيذائك إياهم من حيث لا تعلم ، وعلى كل حال الجأ إلى الله وتحصن بتلاوة كتاب الله في البيت وقراءة آية الكرسي عندما تضطجع في فراشك للنوم أو الراحة ، وتستعيذ بالله من شر ما خلق وتقول : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات ) ، وتقول كلما دخلت البيت : ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ) ، وتقول عند كل صباح ومساء ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) 0
وبالجملة تحافظ على تلاوة القرآن في البيت وغيره ، وعلى الأذكـار النبوية الثابتة عن النبي  فتذكر الله بها في أوقاتها ليلا ونهارا في البيت وغيره وتجدها في كتاب الكلم الطيب لابن تيمية ، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم وكتاب الأذكار للنووي وغير ذلك من كتب الحديث ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية - العدد 27 - ص 76 - 77 ) 0

ومن هنا فإن حصول أمور وأحداث قريبة من ذلك ونحوها لا تثير الدهشة والاستغراب ، خاصة إذا علم أنه قد حصل من ذلك الكثير قديما وحديثا ، ونقل التواتر بذلك 0
وسوف أستعرض هنا الطريقة أو الكيفية التي يسلكها المعالِج في متابعته لتلك الأحوال وعلاجها بإذن الله سبحانه تعالى ، وقبل ذلك أعرض قصصاً واقعية لحصول هذه الظاهرة :

أولاًُ : بعض القصص الواقعية :

( القصة الأولى )


وتلك قصة ترويها لنا دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر عبر ملحقها الأسبوعي ( شواطئ وأقمار ) يوم الجمعة 27 اكتوبر سنة 2000 م الموافق 30 رجب 1421 هـ ، حيث يقول المحرر الصحفي الأخ حمدان راضي : ( اعُتِقدَ في البداية أن الأمر ضرب من المزاح الثقيل من أولاد الجيران وبين الأشقاء في عائلة ــــ ، التي تسكن في عشة متواضعة ـ هذا إذا كانت هناك عشة غير متواضعة ـ وتعتمد على راتب الأب التقاعدي 1500 ريال ، إلا أن تمزيق كتب الطفلة منيرة .. وملابس العائلة باستمرار ، واختفاء الأشياء وانتقالها من مكان لآخر بسرعة وغيرها من المزعجات تجاوز حد المزاح ، وأصبح أمراً يومياً يحدث بشكل مزعج ومريب ، حتى تيقنت الأسرة وبعد استشارة واطلاع بعض مشايخ المدينة أن من يفعل هذه التصرفات الغريبة ليس إنسياً بل جنياً حتى أصبحت عائلة ــــ وقصتها الغريبة وما يحدث لها من الغرائب حديث سكان مدينة عرعر .


( شواطئ وأقمار ) تابعت حالة هذه العائلة المبتلاة عن قرب ، وحاولت استقصاء تفاصيل القصة أبطالها من أفراد الأسرة فماذا قالوا ؟!


تبعنا في منزلنا الجديد


في البداية يحكي عائل الأسرة مأساته وعائلته منذ شهر ربيع الأول الماضي حيث يقول : كنا نعيش في منزل سابق في هدوء وبحالة ميسورة حتى بدأنا في إحدى الليالي نسمع أصواتاً غريبة ومزعجة ونسمع معها أحياناً صوت رمي حجارة على أجزاء من المنزل ، وفي بداية الأمر اعتقدنا أنه نوع من المزاح الثقيل والمزعج من أبناء الجيران ولكن هذه الأصوات المخيفة استمرت معنا لأيام متوالية وحتى ساعات متأخرة من الليل وبعد تأكيدات الجيران لنا أنهم لم يصدروا مثل هذه الأصوات والأحجار وبعد أن نصحني بعض الأقرباء بترك المنزل والانتقال إلى مكان آخر ، حملت أفراد أسرتي وأغراضهم وأدواتنا المنزلية المختلفة ، واخترنا هذا المكان الذي تشاهده بتواضعه وبساطته ، وحدث أن انقطع خبر هذا التضييق والإزعاج ، ولكن ما أن لبثنا في منزلنا الجديد أيام قليلة حتى عادت في المنزل الأصوات العالية والمخيفة والتي أكد عدد من المشايخ ممن زاروا منزلنا أنه من عمل الشيطان .


حكاية منيرة


وعن المواقف الغريبة التي تتعرض لها عائلة ــــ يقول عائلها : ابنتي منيرة هي أكثر المتضررات من هذه الاعتداءات الخفية ، حيث تجد كل يوم كتبها ممزقة عدا القرآن الكريم ، بل وجدت أيضاً حقيبتها المدرسية و (المريول ) مشققة ، .. وأيضاً تتعرض يومياً لسرقة مصروفها المدرسي وهي تعيش حالة عصبية لما يحدث لأغراضها خاصة الدراسية من تخريب ، وأذكر أنه في ذات يوم دراسي وبعد أن مُزقت كتبها صرفت لها مديرة المدرسة كتباً جديدة وهي أي المديرة غير مصدقة لما يحدث لمنيرة ، وللتأكد وضعت المديرة الكتب الجديدة في دولابها الخاص بإدارة المدرسة ، وفي اليوم الدراسي الثاني وحين أرادت المعلمة إعطاء ابنتي منيرة الكتب على أن تعيدها في نهاية اليوم المدرسي وحين فتحت الدولاب كانت المفاجأة المذهلة للمعلمة ، حيث وجدت الكتب ممزقة .. هذا ما يحدث لأحد أفراد العائلة كما حكى بذلك عائلها ــــ ، بل يضيف موقفاً آخر حدث أيضاً لأبنته منيرة وأمام مرأى جميع أشقائها ، فيقول : ذات يوم قامت منيرة بوضع ملابسها على حبل الغسيل وما هي إلا دقائق حتى شاهدنا الملابس تمزق بالكامل وترمى على التراب .

وقد أخذنا عائل الأسرة أيضاً بالكاميرا ليرينا جزءاً من منزله المحروق الذي يَذكُر أنه ليس قريباً من مصادر النار ، ولكن حدث ذات ليلة وهم نيام أن اندلعت النيران في هذا الجزء .


محول كهربائي في الثلاجة


ويحكي سعد أحد أفراد أسرة ــــ موقفاً آخر قد يكون جزءاً من خداع الأفلام السينمائية ، حيث يقول سعد : في أحد الأيام شاهدت المحول الكهربائي الذي احتفظ به في المنزل شاهدته يرتفع إلى الأعلى من حال نفسه دون أن يحمله أحد وبشكل مرعب كدت أفقد عقلي لحظتها حتى اختفى من أمام عيني وفجأة جاءت والدتي مذهولة وكانت في المطبخ وهي تصرخ من هول ما رأته ، لقد فتحت الثلاجة ووجدت محول الكهرباء بداخلها ، ويضيف سعد أيضاً بأنه يشعر بأن أحداً يقوم برمي الحجارة على فراشه ، كما يقول أشعر بأن أحداً يمسك بشعري بقوة وكأنه يريد مزاحمتي في النوم على الفراش .


رسائل من الجن


ويضيف أحمد شقيق سعد موقفاً مر به في ظل هذه المضايقات المريبة حيث يقول في أحد الأيام قامت والدتي بتجهيز وجبة الإفطار ووضعتها في صحن وذهبت لدقيقة واحدة وحين عدتُ سألت الوالدة عما إذا كانت أعدت الوجبة فأجابتني بنعم وأنها وضعتها في هذا المكان ، وعندما ذهبت إلى خارج المنزل وجدت وجبة الإفطار ، كما أني شاهدت أمامي كأس الشاي ذات مساء ينقص بالتدريج حتى فرغ من الشاي دون أن يرتفع عن الأرض.

وسألنا أحمد عن حقيقة الرسائل المكتوبة التي يجدونها في المنزل ويتحدث عنها سكان الحي ، فقال هذه فعلاً حقيقة ( أُعطيّ المحرر نموذجاً منها ) ، فكثيراً ما نجد مثل هذه الرسائل المكتوبة بخط ركيك وبأخطاء إملائية ولغوية كثيرة وملئية بالمطالب منها مثلاً طلب أن نقوم بذبح خروف له ولكننا لم ننفذ له ذلك ، لإيماننا بأن ذلك كفر بالله سبحانه وتعالى ، وطلب آخر مفاده أن تترك أختي منيرة المدرسة وأن هناك من سيذهب بدلاً عنها إلى المدرسة ولكننا أيضاً لم نرضخ لهذه المطالب ولن نرضخ لثقتنا في رحمة الله عز وجل .


المحرر لم يسلم


وعن الأحداث المؤذية يضيف نصيف : أنه كثيراً ما أفقدُ أوراقاً احتفظ بها في محفظتي وأتفاجأ بعد عناء البحث أنها في محفظة أحد أبنائي ، ويحدث مثل ذلك من انتقال الأشياء من مكانها كثيراً ، كما أن قذف الحجارة والأصوات المريبة ما زالت مستمرة في منزلنا وبينما كنا نتحدث مع أفراد العائلة سمعنا أصواتاً يقشعر لها الجسم وحاصرتنا الحجارة من كل جهة .


رأي الدين


في نهاية هذا التحقيق مع أسرة ــــ التي بالكاد تعيش وبمنزلها الهش وحالتها الاجتماعية البسيطة مكابدة ما يحدث لها من إيذاء وابتلاء التقينا بشيخين قرآ القرآن في منزل نصيف وعلى أفراد الأسرة ، وأكدا أن المنزل يسكنه جن وأن ما شاهداه من مواقف وأحداث داخل الموقع يدل على هذه الحقيقة ، ويرجعان السبب إلى احتمال أن العائلة قد أذت أحد الجان وبطريقة غير مقصودة كأن سكبت عليه ماء حاراً أو نحوه ، وبالتالي فإن الجن رد على العائلة بالطريقة نفسها .

ويقول الشيخان لهذه العائلة ومن يعيش ظرفها : عليكم بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى والملازمة على أداء فروض الصلاة في وقتها والمداومة على قراءة القرآن الكريم وقراءة أذكار الصباح والمساء استناداً إلى قوله عز وجل في محكم كتابه : (( وَمَنْ يَتَّقِ لله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )) .


المحرر


حين ننقل مأساة عائلة ــــ نؤكد من خلال ذلك ضرورة المداومة على أداء الواجبات الدينية في أوقاتها والتقرب إلى الله بالعبادة الخالصة ، كما ننقل هنا مناشدة العائلة أصحاب الفضيلة والمشايخ بالمساعدة والمؤازرة على ما هم عليه من بلاء عظيم . انتهى .


( القصة الثانية )


وتلك قصة أسرة عانت من مشكلة تتعلق بعدم انتظام الكهرباء في المنزل الذي تسكنه ، وقام الأخصائيون والفنيون بمعاينة المكان دون تحديد أية أسباب معلومة لتلك الظاهرة ، وطرأت فكرة لإحدى الفتيات ممن يسكن هذا المنزل بقراءة سورة البقرة ، وحال انتهاء الفتاة من ذلك ، بدأت النيران تشتعل في أنحاء المنزل وجوانبه 0

قلت : معلوم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقريه شيطان كما ثبت في الصحيح ، وقراءة هذه السورة العظيمة تؤثر بطريقة تتأذى منها الأرواح الخبيثة فتنصرف هاربة من البيت وفي ذلك دلالة على تأثير ونفع هذه السورة بطبيعة وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ) ، ومن هنا وبسبب تعرض الأرواح الخبيثة للإيذاء الشديد من جراء هذا الفعل ، بدأ الإيذاء يشتد على أهل البيت وساكنيه ، وعانت تلك الأسرة معاناة شديدة ، وقد تبين بعد ذلك بأن المنزل وأهله قد تعرضا لسحر من قبل الخادمة التي غادرت المملكة منذ فترة وجيزة .

وبدأت مرحلة العلاج في إقامة الحجة بالدليل والبرهان على عمار هذا المنزل ، وطرح كثير من الأمور الاعتقادية ، أو المتعلقة بالشريعة والدين ومن ثم استخدام أسلوب الترهيب والترغيب وقراءة بعض الآيات الدالة على ذلك ، والتركيز على أن هذا الفعل والإيذاء يعتبر من الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ، وبعد فترة هدأ كل شيء بفضل الله سبحانه وكرمه ومنه ، ومن الأمور العجيبة والغريبة التي حصلت بعد ذلك ، أن إحدى الفتيات سمعت بعد منتصف الليل بقليل صوت أذان ، فاعتقدت أنها تتوهم ذلك ، إلى أن سمع أخوها ما سمعت فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنت عليه .

وبعد ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصبر هذه العائلة الكريمة ، فرج الله عنهم كربتهم ، وعاد البيت إلى سابق عهده ينعم بالأمن والاطمئنان والسلام ، فلله الحمد والمنة ، والله تعالى أعلم .

ثانياً : الأسباب الرئيسة لتسلط الجن والشياطين :

لا بد للمعالِج من إدراك السبب الرئيسي لمثل تلك الأفعال والتصرفات ، وأوجزها بالأمور التالية :

أ- الإيذاء عن طريق السحر والسحرة :

إن من أكثر الأساليب شيوعا في حصول هذه الظاهرة في البيوت الإسلامية تسلط الجن والشياطين عليها بواسطة السحر والسحرة حيث يقوم السحرة برصد الجن والشياطين فيعبثوا في تلك البيوت ويعمدوا إلى إيذاء أهلها بالحرق أو السرقة أو العبث ونحوه 0

ب- إيذاء عمار تلك البيوت :

قد تتسلط الجن والشياطين على تلك البيوت بسبب إيذاء تتعرض له من قبل ساكنيها كصب ماء حار أو إيذاء بدني ونحو ذلك من أمور أخرى 0


( قصة واقعية )


وأذكر قصة تحت هذا العنوان حدثت منذ فترة من الزمن ، حيث كانت طفلة صغيرة تلعب في أرجاء البيت ، إلى أن شاهدت في زاوية من زوايا المنزل مجموعة من النمل ، ولعدم إدراكها قامت بسكب مواد حارقة على تلك المجموعة فقتلتها ، وبعد فترة وجيزة بدأت أركان المنزل تشتعل نارا ، واحتار أهل البيت ، في ذلك الأمر ، وباتباع الأسلوب الشرعي الذي سوف يتضح لمعالجة تلك الحالات من الله سبحانه وتعالى على ساكني هذا المنزل بالفرج بعد الكربة والضيق ، والله تعالى أعلم 0

ج- الإيذاء عن طريق الاقتران :

قد تلجأ الأرواح الخبيثة المقترنة ببعض الحالات المرضية لأسلوب إيذاء البيت وساكنيه بأفعالها الدنيئة ، نتيجة العدوانية والظلم والسفه والشطط ، ولجبلة تلك النفوس على حب الشر ومقارعته والتلذذ به ، ولذلك تلجأ تلك الأرواح للعبث في المنازل والبيوت بأساليب ووسائل متنوعة كالتسبب في الحرق والسرقة والإتلاف والضرب ونحوه 0

ثالثاً : استيضاح الأحوال والظروف المتعلقة بالمنزل :

قبل البدء بالمراحل المتلاحقة في علاج البيوت المسكونة بالجن والشياطين وتعرضها للإيذاء من قبل الأرواح الخبيثة ، لا بد للمعالِج من جلسة مع صاحب البيت ليستجمع ويستوضح من خلالها كافة المعلومات المتعلقة بالبيت وأحواله والظروف المحيطة به ، والتي قد تفيده وتساعده للوقوف على الأسباب الحقيقية والرئيسية وراء ذلك الإيذاء 0

رابعاً : التنبيه على أية أمور مخالفة لأحكام الشريعة :

في حال رؤية المعالِج لأية مظاهر مخالفة للشريعة الإسلامية ، كالتصاوير والتلفاز والغناء ونحوه ، لا بد من إيضاح خطورة ذلك ، واعتبار أن وجود كافة تلك المظاهر تعتبر عاملا وأسبابا رئيسة تجعل لتلك الأرواح سبيلا ومنفذا لنفث سمومها وأفعالها ، وكذلك لا بد من إيضاح خطورة تلك المظاهر على البيت والأسرة والمجتمع المسلم 0

خامساً : توخي بعض الأمور الهامة :

لا بد للمعالِج قبل البدء بالرقية من توخي الأمور التالية :

أ- إن تلك النوعية من الأرواح الخبيثة - والتي تقوم بتلك الأفعال من حرق وعبث وسرقة ونحوه وتكون بمثابة مصدر للإزعاج والقلق والخوف والرعب لساكني هذه البيوت - هو نوع متمرد قوي يحتاج للفطنة والذكاء والفراسة في أسلوب التعامل والأخذ والرد والذي يتأتى نتيجة الخبرة والممارسة العملية الطويلة ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن نوعية تلك الأرواح مهما بلغت من القوة والجبروت والبطش لا تتأثر بالرقية الشرعية وقراءة كتاب الله عز وجل ؛ بل على العكس من ذلك تماما ، فقد أكدت النصوص الشرعية على قوة تأثير الرقية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كافة الأنواع والأصناف دون استثناء ، ولا بد للمعالِج من السعي لإقامة الحجة بالدليل والبرهان على تلك الأرواح قبل اتخاذ كافة الأسباب والسبل والوسائل الأخرى التي ترفع الظلم عن ساكني تلك البيوت 0

ب- يستطيع المعالِج أن يحدد أماكن تواجد تلك الأرواح في البيوت ، من خلال الإحساس والشعور بقشعريرة شديدة في الجسم خلال تواجده في تلك الأماكن ، ويفيد ذلك في اتباع الخطوة التالية التي تعتمد أساسا على دعوة هؤلاء العمار وإقامة الحجة عليهم ، قبل اللجوء إلى الأساليب والطرق الأخرى في العلاج 0

فائدة هامة : يجب على المسلم أن يحرص دائما على الذكر والدعاء ، خاصة المحافظة على أذكار الصباح والمساء ونزول المكان ودخول المنزل والخروج منه وأذكار الطعام ونحو ذلك من أذكار مأثورة أخرى ، وليحرص كذلك عند دخوله بعض الأماكن وشعوره بتلك الأعراض ( القشعريرة ) من التسمية والذكر ، فإن في ذلك حفظ ووقاية من كل مكروه وسوء بإذن الله سبحانه تعالى 0

ج- حرص المعالِج أولا ، وقبل البدء بالرقية الشرعية على إقامة الحجة بالدليل والبرهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك باتباع أسلوب دعوي يعتمد أساسا في منهجه على الحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين ، ولا بد من اللجوء لهذا الأسلوب لأسباب كثيرة أهمها جهل تلك الأرواح أو ظلمها أو سفهها وشططها ونحو ذلك من أمور أخرى 0

/ 43 ) 0

قال ابن مفلح – رحمه الله - : ( كان شيخنا – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية – إذا أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه ، فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود ، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارق ؛ ضربه حتى يفارقه ) ( الفروع – 1 / 607 ) 0

قال النووي : ( قال العلماء : معناه وإذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت ، ولا ممن أسلم من الجن ، بل هو شيطان - في رواية مسلم - فلا حرمة عليكم فاقتلوه ، ولن يجعل الله له سبيلا للانتصار عليكم بثأره ، بخلاف العوامر ومن أسلم والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 397 ) 0

قال القرطبي : ( قال علماؤنا - رحمة الله عليهم - : لا يفهم من هذا الحديث أن هذا الجان الذي قتله هذا الفتى كان مسلما وأن الجن قتلته به قصاصا ؛ لأنه لو سلم أن القصاص مشروع بيننا وبين الجن لكان إنما يكون في العمد المحض ؛ وهذا الفتى لم يقصد ولم يتعمد قتل نفس مسلمة ، إذ لم يكن عنده علم من ذلك ، وإنما قصد إلى قتل ما سوغ قتل نوعه شرعا ؛ فهذا قتل خطأ ولا قصاص فيه 0 فالأولى أن يقال : أن كفار الجن أو فسقتهم قتلوا الفتى بصاحبهم عدوا وانتقاما 000
وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن بالمدينة جنا قد أسلموا ) 0 ليبين طريقا يحصل به التحرز من قتل المسلم منهم ويتسلط به على قتل الكافر منهم ) ( الجامع لأحكام القرآن – 1 / 316 ، 317 ) 0

سادساً : خطبة الحاجة : البدء بـ ( خطبة الحاجة ) :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وتستحب هذه الخطبة في افتتاح مجالس التعليم والوعظ والمجادلة وليست خاصة بالنكاح ) ( مجموع الفتاوى – 18 / 287 ) 0

سابعاً : استخدام الأسلوب الدعوي المؤثر :

استخدام المعالِج لأسلوب دعوي مؤثر في دعوته لهؤلاء العمار مع التركيز على ضوابط وأسس هذه الدعوة ، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته للكفار ، كما ورد في الرسالة المعروفة التي أرسلها - عليه الصلاة والسلام - لهرقل ملك الروم ، كما ثبت من حديث أبي سفيان - رضي الله عنه - حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتيك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، و ( قلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) " سورة آل عمران – الآية 64 " ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي - رحمه الله - : ( وفي هذا الكتاب جمل من القواعد وأنواع من الفوائد منها :

أ)- دعاء الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم ، وهذا الدعاء واجب ، والقتال قبله حرام إن لم تكن بلغتهم دعوة الإسلام ، وإن كانت بلغتهم فالدعاء مستحب 0

ب)- استحباب تصدير الكتاب بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ومنها أن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجزم ) ( أخرجه الإمام أحمد في المسند – 2 / 359 ) 0 المراد بالحمد لله ذكر الله تعالى 0

ج)- التوقي في المكاتبة واستعمال الورع فيها ، فلا يفرط ولا يفرط ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إلى هرقل عظيم الروم ) فلم يقل : ملك الروم لأنه لا ملك له ولا لغيره إلا بحكم دين الإسلام ، ولا سلطان لأحد إلا لمن ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ولاه من أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط ، وإنما ينفذ من تصرفات الكفار ما تنفذه الضرورة 0

د)- ولم يقل : إلى هرقل فقط ، بل أتى بنوع من الملاطفة فقال : ( عظيم الروم ) أي الذي يعظمونه ويقدمونه ، وقد أمر الله تعالى بِإلانة القول لمن دعي إلى الإسلام فقال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ( سورة النحل – الآية - 125 ) وقال تعالى : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا ) ( سورة طه - الآية 44 ) وغير ذلك 0

هـ)- استحباب البلاغة والإيجاز وتحري الألفاظ الجزلة في المكاتبة ، فإن قوله صلى الله عليه وسلم : ( أسلم تسلم ) في نهاية من الاختصار ، وغاية من الإيجاز والبلاغة وجمع المعاني ، مع ما فيه من بديع التجنيس وشموله لسلامته من خزي الدنيا بالحرب والسبي والقتل وأخذ الديار والأموال ، ومن عذاب الآخرة 0

و)- إن من أدرك من أهل الكتاب نبينا صلى الله عليه وسلم فآمن به فله أجران كما صرح به هنا 0

ز)- البيان الواضح أن من كان سببا لضلالة أو سبب منع من هداية كان آثما لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ) ومن هذا المعنى قول الله تعالى : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أثْقَالِهِمْ " سورة العنكبوت – الآية 3 " ( صحيح مسلم بشرح النووي – 10 ، 11 ، 12 / 450 ، 451 ) 0

قلت : وذلك من بديع فهم علماء الأمة لمعاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك بعض الفوائد العظيمة التي أشار إليها الإمام النووي في المكاتبة والدعوة ، وحري بالداعية التحلي بها لإيصال رسالته إلى الثقلين ، وعالم الجن عالم غيبي يحتاج إلى الدعوة الموزونة بميزان الشريعة ، المتحلية بلباس الحكمة والموعظة الحسنة ، المنمقة باللين والرفق والحلم ، وكل ذلك كفيل لأن تدرك القلوب تلك الدعوة فتلمس شغافها وثناياها ، وتطرق أسماعها فيتجلى الخوف والخشية والبكاء ، وينظر بعد ذلك العبد ببصيرة وسعة أفق ، فيمتثل لأوامر الله ويجتنب نواهيه ، ويقبل بالمحبة والصدق والإخلاص له ولرسوله ولعباده المؤمنين الصالحين 0

وكما أسلفت فالرقية الشرعية دعوة قبل أن تكون حرب ونزال ، وقد حدد الإمام النووي - رحمه الله - بعض القواعد والفوائد البديعة للدعوة وأسلوبها وطريقتها من خلال فهم الحديث آنف الذكر ، فبإمكان المعالِج الاستفادة من تلك القواعد التي ستكون عونا له في إيصال رسالته وتبليغ دعوته 0


( طريقة الدعوة والخطاب )


ومن هنا تبدأ مسؤولية المعالِج في علاج حالة البيت وما تعرض له من إيذاء وضرر ، وعليه أن يركز من خلال دعوته على أمر هام جدا وهو العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى بأنواعه الثلاثة ( توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ) ، ومن ثم ينتقل للكلام عن رحمة الله سبحانه وتعالى وعقوبته ، ويذكر بحديث البطاقة الذي رواه ابن عمر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ، كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : أفلك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : أحضر وزنك ، فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : فإنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفه ، فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء ) ( صحيح الجامع - 1776 ) 0

بعد ذلك يسترسل في الحديث عن الجنة وما أعده الله سبحانه وتعالى فيها لعباده الصالحين ، من حور عين وفواكه وأنهار وعسل مصفى لذة للشاربين ، ويقف أمام أهوال النار وما أعده الله سبحانه وتعالى فيها للكافرين والمشركين ، ويتحدث تارة عن القيامة الصغرى منذ لحظة الموت وضمة القبر وسؤال الملكين ، وتارة أخرى يتحدث عن البرزخ وعذاب القبر ، ثم ينتقل للحديث عن القيامة الكبرى من بعث ونشور وصراط ونحو ذلك من أهوال يوم البعث والنشور ، ويستخدم أحيانا أسلوب الترغيب ، ويستخدم تارة أخرى أسلوب الترهيب ، ويتحدث عن الظلم وعاقبته ومآله ، وعادة ما تستجيب تلك الأرواح لمثل ذلك الأسلوب الدعوي بفضل الله سبحانه وتعالى ، وعادة ما يسلك المعالِج هذا المسلك في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى إن كان يعتقد بأن عمار البيت من الكفرة والمشركين ، وأما إن كان الاعتقاد لديه بأن تلك الأرواح من المسلمين ، فلا بد أن يوضح لهم حق المسلم على أخيه المسلم بالموعظة التي يراها مناسبة في حقهم 0

وإن رأى المعالِج من خلال خبرته وممارسته العملية أن تلك الأفعال ناجمة عن إيذاء من أهل البيت في حق تلك الأرواح ، فلا بد من إيضاح أنهم ما قصدوا الإيذاء وما تعمدوه ، وفي حال اعتقاد المعالِج بأن تلك الأرواح كافرة فيجب دعوتهم للإسلام وبيان حقيقته ورسالته النبيلة السامية ، وحال اعتقاده بأن تلك الأرواح مسلمة فيجب تذكيرهم بالله سبحانه وتعالى ومخاطبتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبيان حقوق المسلمين بعضهم على بعض ، والأخوة الصادقة التي تربط بين المسلم وأخيه المسلم ، وإن كان اعتقاد المعالِج أصلا بتسلط تلك الأرواح عن طريق السحر ، بناء على الدراسة والبحث الموضوعي ومرئيات الحالة ، فلا بد أن يوضح لتلك الأرواح خطورة السحر والسحرة وعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة 0

يقول الأستاذ ماهر كوسا : ( فإن المعالج والقارئ بكتاب الله الكريم يجب أن يكون على علم ومعرفة بكل هذه الأمور وعليه عند بداية مخاطبة الجن في أجساد البشر أن يكون حسن الخلق داعية إلى الله يبرز قدرة الدين الإسلامي في مخاطبة القلوب والعقول وأن يلجأ إلى الأسلوب الطيب المقنع كما أسلفت حتى يستنفذ كل السهام ، وعليه بالصبر فإن أفلح فالحمد لله ، وإلا فيقوم بإخراجه بالطريقة التي يراها مناسبة فيما يرضي الله تعالى ) ( فيض القرآن في علاج المسحور - 13 ) 0

ثامناً : التسمية والحمد والثناء على الحق تبارك وتعالى :

بعد ذلك يبدأ بالتسمية والحمد والثناء على الحق تبارك وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، ثم الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وقد تم الإشارة إلى تلك السور والآيات في هذا الكتاب تحت عنوان ( طريقة علاج اقتران الأرواح الخبيثة ) ، مع التركيز على النصوص الثابتة الصريحة للرقية الشرعية في السنة المطهرة ، كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي وأواخر سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين ونحوه 0

تاسعاً : النفث والتفل :

ومن ثم ينفث في ماء وملح ، وبالإمكان إضافة مسك أبيض وزعفران وسذاب وحرمل للماء ويبدأ برش الماء في الزوايا العلوية للمنزل مبتدئ بالمدخل الرئيس من الجهة اليمنى ، ومعلوم أن التيامن في إكرام الضيف ونحوه سنة ، لما ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الأيمن فالأيمن ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( أي ابتدئوا بالأيمن أو قدموا الأيمن يعني من عند اليمين في نحو الشرب ، أو الأيمن أحق ورجحه العيني بقوله : في بعض طرق الحديث " الأيمنون فالأيمنون " وكرر لفظ الأيمن ، للتأكيد إشارة إلى ندب البداءة بالأيمن ولو مفضولا ، وحكي عليه الاتفاق بل قال ابن حزم : لا يجوز مناولة غير الأيمن إلا بإذنه 0 قال ابن العربي : وكل ما يدور على جمع من كتاب أو نحوه فإنما يدور على اليمين قياسا على ما ذكر ، وتقديم من على اليمين ليس لمعنى فيه بل المعنى في جهة اليمين وهو فضلها على جهة اليسار ، فيؤخذ منه أن ذلك ليس ترجيحا لمن عن اليمين بل لجهته ) ( فيض القدير - 3 / 190 ، 191 ) 0

وبعد الانتهاء من رش الماء يقوم برش الملح في الزوايا السفلية وبنفس طريقة رش الماء ، ويفضل استخدام النوع الصخري من أنواع الملح ، ولا بد للمعالِج من مراعاة الأمور التالية :

أ- أن يوضح لعمار المنزل أن قيامه بفعل ذلك لا يعتبر تعديا أو تقصدا للإيذاء ؛ بقدر ما هو رفع للظلم والبغي ، والجزاء إنما يكون من جنس العمل 0

ب- أن يوضح لأهل البيت بأن استخدام الماء والملح المقروء عليه بهذه الكيفية ، إنما هو من قبيل اتخاذ الأسباب المباحة للعلاج ، خاصة أن تلك الأرواح أكثر ما تتواجد في الزوايا والأركان بناء على ما ثبت تواترا لدى أهل الخبرة والدراية والممارسة ، وأن يوضح أيضا أن فعله ذلك ورشه الماء على هذا النحو يؤدي لطردهم من المنزل بإذن الله تعالى ، لا سيما أن تلك الأرواح تتأذى من الملح ولا تحبه من قريب أو بعيد ، وقد سألت فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين بخصوص تلك المسألة واستخدام الماء والملح على النحو السابق فأشار - حفظه الله - بجواز ذلك وأنه لا يرى بأسا باستخدامه دون الاعتقاد فيه ، إنما هو من قبيل الأسباب الداعية للطرد والشفاء بإذن الله تعالى ، هذا وسوف أعرج على تلك الفتوى لاحقا 0

وقد وقفت على كلام لأبي النضر هاشم بن القاسم حول مسألة رش الماء في الزوايا والأركان حيث يتكلم عن بعض الجن ممن كانوا يسكنون داره قال : ( فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة الصافات - الآية - 1- 10 - ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : أحرقتنا نحن نتحول عنك ) ، ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .

قلت : ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي :

1)- لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة ، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0

2)- يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى 0
يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11 ) 0

3)- بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع ، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم ، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0

سئل الشيخ محمد بن إبراهيم عن الرقية في الملح ؟؟؟

فأجاب - رحمه الله - : ( هذا ليس فيه بأس 0 والناس توسعوا فيها - أي في جنس الرقية - من جهات الأولى البطيء فإنها كلما كانت أجد كانت أنفع ، وما دام لها أثر فإنها تصلح 0 وأيضا الاستعمال وإلا فليس من شرطها أن تكون على معين فإنها قراءة ) ( فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم - 1 / 94 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم استخدام رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بإذن الله تعالى ، حيث أنه يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج فقد جرب ذلك فوجد مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم ، فإنهـم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالِجين فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم ، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله الشافي ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

بعض المعالجين يعمدون إلى قراءة آية الكرسي أو أي آيات أخرى في زوايا البيوت ، وقد يكون السبب في ذلك معرفتهم بتواجد الجن والشياطين أكثر ما يتواجدون في هذه الأماكن ، مستأنسين بأثر عن عبدالرحمن بن عوف : ( أنه إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي ) ( أخرجه الهيثمي في " مجمع الزوائد " – 10 / 128 ، من طريق عبدالله بن عبيد بن عمير ، وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عبدالله لم يسمع من ابن عوف ، وأخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " – 6 / 127 – والسيوطي في " الدر المنثور " – 1 / 574 ) 0

قلت : ومع انقطاع سند الأثر آنف الذكر كما أشار لذلك الهيثمي في " مجمع الزوائد " حيث أن عبدالله بن عبيد بن عمير لم يسمع من عبدالرحمن بن عوف ، وبالتالي ضعف الأثر ، إلا أنه لا يرى بأساً بفعل ذلك خاصة أنه قد ثبت تواترا تواجد الجن والشياطين في الزوايا ، وكذلك ثبوت الرقية بآية الكرسي كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – مع أن الأولى ترك ذلك والقراءة في البيوت والمنازل بشكل عام ، لا سيما أن هذه القراءة تحقق المطلوب بإذن الله عز وجل وتسمع العمار أينما كانوا في البيوت ، وكذلك عدم زرع اعتقاد لدى الخاصة في هذه الكيفية ، ودرءاً لما قد يحاك في صدور العامة والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن القراءة في زوايا البيوت ببعض السور والآيات ، فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس بذلك والأولى أن تكون القراءة في البيت بشكل عام خوفاً من مضنة الاعتقاد ، والله تعالى أعلم ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

عاشراً : استخدام الدعاء الوارد في كتاب الدكتور ( عمر الأشقر ) وأدعية أخرى :

لا بأس باستخدام الدعاء الذي أورده الشيخ عمر الأشقر - حفظه الله - في كتابه ( عالم الجن والشياطين ) ، وهو على النحو التالي :

( بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم - الصافات - 1 – 10 ) ، قلت : ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .

قلت : ومع ثبوت وضعه ، إلا أنه لا يحتوي على أية مخالفات للأسس الرئيسة في الرقية الشرعية ولا يتعارض مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقية ما لم يكن شرك ) ( صحيح الجامع 1048 ) ، مع أن الأولى تركه ، ولكن الدعاء به جائز شريطة أن لا يعتبر قولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو من قبيل الدعاء المباح فقط ، هذا وقد عقبت عليه آنفا عند الحديث عن كلام أبي النضر هاشم بن القاسم حول مسألة رش الماء في الزوايا والأركان ، والله تعالى أعلم 0

وكذلك فقد أورد الأستاذ رضا الشرقاوي ما نصه : ( أقسم عليكم بعزة الله وقدرته وقهره وعظيم سلطانه وكبريائه أن تتسلسلوا بسلاسل من نار في أعناقكم وأيديكم وأرجلكم ) ( العلاج بالقرآن من أمراض الجان – ص 41 ، 42 ) 0

ويجوز كذلك الدعاء بذلك من قبيل الدعاء على الظالم والمعتدي بعد إقامة الحجة عليه بالدليل والبرهان ، مع إصراره على الظلم والعدوان ، وقد تم بحث ذلك في هذه السلسلة ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، تحت ( لجوء بعض المعالجين بالدعاء للجن أو عليهم ) ، خاصة أن هذا الدعاء لا يحتوي على أية محاذير أو مخالفات شرعية ، والله تعالى أعلم 0

حادي عشر : الأولى الرقية في تلك المنازل وترا :

الأولى أن يقوم المعالِج بالرقية في تلك المنازل وترا ، لما ثبت من حديث أبي هريرة وابن عمر - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى وتر ، يحب الوتر ) ( صحيح الجامع 1829 ) ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ، من حفظها دخل الجنة ، وإن الله وتر يحب الوتر ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( " إن الله وتر يحب الوتر " الوتر الفرد ، ومعناه في حق الله تعالى الواحد الذي لا شريك له ولا نظير 0 ومعنى يحب الوتر تفضيل الوتر في الأعمال وكثير من الطاعات ، فجعل الصلاة خمسا ، والطهارة ثلاثا ، والطواف سبعا ، والسعي سبعا ، ورمي الجمار سبعا ، وأيام التشريق ثلاثا ، والاستنجاء ثلاثا ، وكذا الأكفان ، وفي الزكاة خمسة أوسق ، وخمس أواق من الورق ، ونصاب الإبل ، وغير ذلك 0 وجعل كثيرا من عظيم مخلوقاته وترا منها السماوات ، والأرضون ، والبحار ، وأيام الأسبوع ، وغير ذلك ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 178 ) 0

ولا بد عندئذ من اليقين بالله سبحانه وتعالى إن توفرت كافة السبل والوسائل الشرعية والمباحة ، وإخلاص النية من المعالِج ، وتوجه أصحاب البيوت المسكونة إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع والتقرب بالطاعات واجتناب المنهيات ، وكل ذلك كفيل بأن يرفع البلاء ، ويبدل الحال أمنا وطمأنينة بإذن الله سبحانه وتعالى 0


( مسألة هامة )


وقبل أن أنهي بحثي في هذا الموضوع فسوف أتعرض لمسألة هامة تختص بهذا الأمر ، حيث يقوم البعض ممن ابتلي بهذا النوع من أنواع الإيذاء بتشغيل شريط مسجل في المنزل أو البيت لآيات من كتاب الله عز وجل ضنا واعتقادا بالحفظ والوقاية من الجن والشياطين ، وأحيانا أخرى قد يقوم بتشغيل الشريط ويمضي خارج المنزل لقضاء بعض حوائجه ، وقد يعمد البعض بتشغيل جهاز تسجيل يحتوي على آيات أو سور من القرآن الكريم وتركه في المنزل حماية ووقاية من الجن والشياطين 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم ترك القرآن في المنزل إذا كان لا يوجد أحد في المنزل ( جهاز تسجيل ) وتشغيل القرآن في المنزل حماية ووقاية للبيت من الجن والشياطين ؟

فأجاب - رحمه الله - : ( لا أعلم فيه شيء ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

أو قد يعمد البعض بوضع أجهزة التسجيل بجانب المريض وتشغيل أشرطة القرآن والرقية ، وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض وانتزاع آيات معينة تخص السحر وأخرى للعين ، وأخرى للجان 00 ؟

فأجابت - حفظها الله - : ( تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة للنفث على المريض والجهاز لا يتأتى منه ذلك ) ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفقرة الثامنة - برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) 0

قلت : والأولى أن يلجأ المسلم إلى تحصين نفسه وآل بيته بالرقية المباشرة وخاصة قراءة سورة البقرة وترا فإنها نافعة بإذن الله سبحانه وتعالى في طرد تلك الأرواح الخبيثة وهذا أنفع وأسلم وأتقى ، علما بأن استخدام أجهزة التسجيل في المنازل لطرد الجن والشياطين قد ثبت نفعها بإذن الله تعالى 0


بعد هذه العجالة بخصوص علاج ( البيوت المسكونة ) فالمطلوب ممن يعاني من مثل تلك الظاهرة :


أولاً : مخاطبة ساكني البيت ودعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة واتلموعظة الحسنة 0

ثانياً : استمرار الرقية الشرعية في المنزل وبخاصة الرقية بسورة البقرة ، وعند الحاجة يستخدم المذياع أو المسجل في قراءة هذه السورة العظيمة 0

ثالثاً : النفث في الماء المخلوط بالزعفران وماء الورد والمسك الأبيض وكذلك النفث على الملح الخشن ( الملح الصخري ) واتلنفث على ( الحلتيت ) 0

أما الماء فيستخدم رشه في الزوايا العلوية ونبدأ من جهة المدخل اليمين للمنزل حتى ننتهي بالجهة اليسرى ، ثم نرش الملح الخشن بنفس الطريقة في الزوايا السفلية ، أما الحلتيت فنبخر به المنزل يومياً قبل النوم وهذا من الأسباب الحسية التي يوجد بها فتاوى لهلماء الأمة الأجلاء 0 وهذا يفعل بطبيعة الحال من قفبل المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس 0

رابعاً : الأولى في حق كافة أفراد الأسرة رقية أنفسهم بالرقية الشرعية ، والمحافظة البرنامج العلاجي التالي :


( &&& --- البرنامج العلاجي للإصابة بداء السحر --- &&& )


هذا ما تيسر لي إخوتي الأفاضل ، سائلاً المولى عز وجل أن يقينا شياطين الإنس والجن إنه سميع مجيب الدعاء ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية

( && تصفيد الشياطين في رمضان ، حقيقته ، ومعناه && ) !!!

( && تصفيد الشياطين في رمضان ، حقيقته ، ومعناه && ) !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن المفهوم العام لتصفيد الشياطين في رمضان لدى الكثيرين من الناس مفهوم خاطئ ، بني على إرهاصات وتخمينات متناقلة بين العامة دون مستند أو دليل أو قرينة إثبات ، وما كان ذلك إلا نتيجة للجهل في الشريعة وأحكامها ، واختلف أهل العلم في فهم هذا المعنى فرأى البعض منهم أن التصفيد في هذا الشهر الفضيل يكون لعامة الشياطين ، ورأى البعض الآخر أنه يتعلق بمردة الشياطين فقط 0

ومن هنا تساءل بعض من ابتلي بصرع الجن عن استمرارية الابتلاء في هذا الشهر المبارك حسب فهمه وإدراكه ، وكثر الكلام والتساؤل بين كثير من عامة الناس وخاصتهم عن هذا المفهوم ، ولأهمية إيضاح المسألة من الوجهة الشرعية ، وتتبع أقوال أهل العلم فيها ، وتبيان بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بها ، كان لا بد من التعرض لها وتفصيلها ضمن الإطار والمفهوم الشرعي ، وأبدأ بسرد الأحاديث الصحيحة في ذلك :

الحديث الأول : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ) ( صحيح الجامع 55 ) 0

الحديث الثاني : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ( صحيح الجامع 470 ) 0

الحديث الثالث : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب جهنـم ، وسلسلت الشياطين ) ( متفق عليه ) 0

الحديث الرابع : عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا شهر رمضان قد جاءكم تفتح به أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه الشياطين ) ( صحيح الجامع 6995 ) 0

وفيما يلي استعرض بعض أقوال أهل العلم في تفسير تلك النصوص :

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وما ذاك إلا أنه في شهر رمضان تنبعث القلوب إلى الخير والأعمال الصالحة التي بها وبسببها تفتح أبواب الجنة ، ويمتنع من الشرور التي بها تفتح أبواب النار ، وتصفد الشياطين ، فلا يتمكنون أن يعملوا ما يعملونه في الإفطار ؛ فإن المصفد : هو المقيد ؛ إنما يتمكنون من بني آدم بسبب الشهوات ، فإذا كفوا عن الشهوات ؛ صفدت الشياطين ) ( التفسير الكبير – 3 / 132 ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح قوله ( وسلسلت الشياطين ) قال الحليمي يحتمل :

- أن يكون المراد من الشياطين مسترقي السمع منهم ، وأن تسلسلهم يقع في ليالي رمضان دون أيامه ، لأنهم كانوا منعوا في زمن نزول القرآن من استراق السمع فزيدوا التسلسل مبالغة في الحفظ 0

- أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليـه في غيره ، لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح ( وصفدت الشياطين ) قال عياض يحتمل :

- أنه على ظاهره وحقيقته ، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين 0

- أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون كالمصفدين ، ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قولـه في رواية يونس عن ابن شهاب عند مسلم ( فتحت أبواب الرحمة ) ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من الطاعات وتلك أسباب لدخول الجنة 0 وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار ، وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح : قال القرطبي : ( فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب :

- أنها تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه 0
- أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات 0
- أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره 0

إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ، لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية ) ( فتح الباري – 4 / 114 ) 0

* قال المناوي : ( صفدت " الشياطين " شدت بالأغلال لئلا يوسوسوا للصائم ، وآية ذلك تنزه أكثر المنهمكين في الطغيان عن الذنوب فيه وإنابتهم إليه تعالى ، وأما ما يوجد فيه من خلاف ذلك في بعض الأفراد فتأثيرات من تسويلات المردة أغرقت في عمق تلك النفوس الشريرة وباضت في رؤوسها 0 وقيل خص من عموم قوله سلسلت زعيم زمرتهم وصاحب دعوتهم لمكان الأنظار الذي أجيب فيه حين سأله فيقع ما يقع من المعاصي بإغوائه 0 ( تنبيه ) علم مما تقرر أن تصفيد الشياطين مجاز عن امتناع التسويل عليهم واستعصاء النفوس عن قبول وساوسهم وحسم أطماعهم عن الإغواء ، وذلك لأنه إذا دخل رمضان واشتغل الناس بالصوم وانكسرت فيهم القوة الحيوانية التي هي مبدأ الشهوة والغضب الداعيين إلى أنواع الفسوق وفنون المعاصي وصفت أذهانهم واشتغلت قرائحهم وصارت نفوسهم كالمرايا المتقابلة المتحاكية ، وتنبعث من قواهم العقلية داعية إلى الطاعات ناهية عن المعاصي ، فتجعلهم مجمعين على وظائف العبادات عاكفين عليها معرضين عن صنوف المعاصي عائقين عنها فتفتح لهم أبواب الجنان وتغلق دونهم أبواب النيران ، ولا يبقى للشيطان عليهم سلطان ، فإذا دنوا منهم للوسوسة يكاد يحرقهم نور الطاعة والإيمان ) ( فيض القدير – 1 / 340 ) 0

* يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – تعقيباً على " فإذا دنوا منهم للوسوسة يكاد يحرقهم نور الطاعة والإيمان " : ( هذا القول أشبه بتأويلات الباطنية والمتصوفة ومن سلك مسلكهم من الفلاسفة والمعتزلة ) 0


* قال الشبلي : ( قال عبدالله ين الإمام أحمد بن حنبل : سألت أبي عن حديث ( إذا جاء رمضان صفدت الشياطين ) 0 قال : نعم 0 قلت : الرجل يوسوس في رمضان ويصرع 0 قال : هكذا جاء الحديث ) ( أحكام الجان – ص 158 ) 0

* قال محمد بن مفلح - رحمه الله - : ( الشياطين تسلسل وتغل في رمضان على ظاهر الحديث أو المراد مردة الشياطين كما في هذا اللفظ ، وكذا جزم به أبو حاتم ابن حبان وغيره من أهل العلم ، فليس في ذلك إعدام الشر بل قلة الشر لضعفهم 0 قال : وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره قال عبدالله بن الإمام أحمد : قلت لأبي قد نرى المجنون يصرع في شهر رمضان !؟ قال : هكذا جاء الحديث ولا تكلم في ذلك 0 قال فإن أصل أحمد أن لا يتأول عن الأحاديث إلا ما تأوله السلف ، وما لم يتأوله السلف لا يتأوله ) ( مصائب الإنسان – ص 144 – وقال ابن مفلح إسناده حسن ) 0

* سئل الشيخ أبو الحسن القابسي عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشياطين تصفد في رمضان " ، ونحن نجدها توسوس في رمضان ، ونجد من المسلمين من يعصي في رمضان ؟

فأجاب بأن قال : ( قد يوسوس وهو مصفد 0 ثم قال : كنت بالمنستير في بعض الرمضانات ، وكان بها رجل من أهل القرآن ، وكانت به عرضة تصرعه 0 قال الشيخ : فأنا جالس حتى أتوني فقالوا لي : صرع فلان 0 ثم سألوني عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في تصفيد الشياطين ، فقال : قلت لهم : الحديث حق ، وما يصيب الإنسان في هذا عيان ؛ فيحتمل ، والله أعلم أن يكون معنى قوله عليه السلام : وصفدت الشياطين ؛ أي : كفرة الجن الذين يسمون شياطين ، وأن المؤمنين من الجن لا يصفدون ، فيكون الوسواس وتزيين المعاصي إنما يقع من فساق الجن ومن دونهم المسلمون منهم ويعدونها معاصي ، مؤمنو- في الأصل مؤمني - المسلمين يعصون ؛ فكيف بمؤمني الجن والكفار منهم يصفدون دون المؤمنين لأنه عليه السلام لم يقل وصفدت الجن ؟! إنما اختص الشياطين 0 قيل له : إن بعض الناس قال فيه تصفد عن بعض الأعمال دون بعض 0 فقال : القول بأن معناه يحتمل بعض الشياطين دون بعض أولى ، وأولى من هذا أن يقال : لا علم لنا ، قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم رواها عنه العلماء ؛ لأنه إذا لم يذكر لنا المعنى قد يحتمل أن يكون المعنى غير ما قلناه مما هو خير وأحسن مما تأولناه ) ( المعيار المعرب – 1 / 425 ، 426 ) 0

* قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ( ومن بركات هذا الشهر وهي لم تزل مستمرة أنه تصفد فيه الشياطين أي تغل وذلك لأن الشياطين هم أعدى عدو للإنسان : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) ( سورة فاطر – جزء من الآية 6 ) 0
ولهذا تجد المؤمن في رمضان يزداد حبا ورغبة في الطاعة ، وتجد عنده من الإنابة إلى الله عز وجل والتوبة إليه والخشوع مالا يكون في غير رمضان ، كل هذا من آثار غل الشياطين لا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل ) ( دروس وفتاوى في الحرم المكي – ص 128 ) 0

* سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي : الاعتقاد بأن تصفيد الشياطين في رمضان يؤدي إلى كف أذاهم عن الإنس وعدم صرعهم لهم في هذا الشهر الفضيل ، فهل الأحاديث الدالة على التصفيد تؤكد هذا المعنى ؟

فأجاب – حفظه الله – : ( ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الشياطين تصفد وتغل في رمضان حتى لا يتمكنوا من إغواء المسلمين ، ولكن ذلك يختص بإبليس وذريته ، فإنهم الذين يغوون الإنس ويوسوسون لهم ويدعونهم إلى الكفر والبدع والمعاصي ، ولذلك تقل المعاصي في شهر رمضان ، ويتوب فيه الكثير من العصاة ويكثرون من الطاعات كالصلاة والصدقة والذكر والقراءة وغيرها ولكن الكثير الذين اعتادوا المعاصي يبقون على ما هم عليه بحكم العادة المتبعة ، ولو كانت الشياطين مصفدة فإن العادات تحكم ، وحيث يوجد الكثير من المعاصي كالمسكرات والزنا والأغاني ونحوها في رمضان فإن الدافع لها العادات والأهواء والنفوس الشريرة وشياطين الإنس والشهوات والمغريات والفتن الكثيرة من الصور والأفلام الخليعة ونحوها ، فلا غرابة إذا وجدت هذه المعاصي في رمضان ولو كانت الشياطين مصفدة 0 أما الجن والعفاريت والمردة منهم فالظاهر أنهم لا يدخلون في التصفيد فلا يستغرب ملابستهم للإنس أو بقاؤهم فيمن تسلطوا عليه ، فإنهم كشياطين الإنس المكلفين بالأمر والنهي وفيهم الصالح ودون ذلك ، فلا يعمهم ما ذكر من الغل في رمضان والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

ومن خلال النقولات السابقة نستنتج الآتي :

1)- إن تصفيد الشياطين متعلق بوسوسة الشيطان ، أما بالنسبة للجن والعفاريت فالظاهر أنهم لا يدخلون في التصفيد وهذا يعني أنهم قد يصرعون الإنس ويؤذونهم 0

2)- إن صرع الشياطين لبعض المسلمين والاعتداء عليهم يقل في هذا الشهر الفضيل المبارك ، وعادة ما يعتمد ذلك على حال المصروع وتوجهه وتقربه إلى خالقه سبحانه وتعالى بالعبادات والأذكار والصبر على البلاء 0

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا في ديننا وأن يفتح علينا بالحق ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يرزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأن يباعد بيننا وبين النار إنه سميع مجيب الدعاء 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

الجن المؤمن يسأل أخوانه المحبين لله ورسوله

( && الجن المؤمن يسأل أخوانه المحبين لله ورسوله && ) !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وأله وصحبه الطيبين الطاهرين

أنا أخوكم في الله من الأنس وهذه أول مرة أشارك معكم في هذا المنتدى الطيب واسال الله أن يجزي من قام على أنشائه الخير والأجر من رب العباد وعلى من شارك به ونيته خالصه لله عز وجل أن يزيده الله العلم والأجر وأن يجعله من جنوده في الأرض

لدي من يأتي من عباد الله من الجن الذي أرى في ظاهره الصلاح وحب الله وخشية عذابه واما في داخله يعلمه الله فقد طلب مني أن يشارك بالمنتدى عن طريقي وذالك بأن أكتب مايقول لي عن طريق الأيحاء في صدري وأمور لا يفصح عنها خوفآ على تجعل البعض يدخل في دوامه ويسقط في شرك أبليس أعاذنا الله منه ومن جنوده قبل أن أبدأ أحب أن أوضح للأخوان بعض الفرق بين من ألف الله بين قلبه وقلب أحد عباده من الجن وبين الساحر سؤاء المستخدم العلوي أو السفلي هدا الله من غفل عن الشرك وقاتل الله من علم بكفره
وبالنسبة للفرق بين وبين السحره من وجهة نظري ولعلي أصيب ولأعلي أخطي هو مايلي

1- أنا لا يحضر لدي متى ما أردت حضورة الساحر يناديه متى ما أراد بطريقة متفق عليها بينهم فيحضر وقتها

2- أنا لا يسمح لي بأن أفشي علاقتي معهم وأخبر الناس بذالك أما الساحر يخبر بأنه يتعامل مع الجن

3- أنا لم أعمل أي شيء لكي يسبب التعارف بيني وبينه أما الساحر يعمل العزائم ويختلي في أماكن لا يصلها الأنس ويعمل عقد معهم

4- أنا لا أراهم ولاكن الساحر يدعي رؤيتهم والله عز وجل قال( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)

4-العلم الذي أتعلمه منهم هو علم القرآن وأسرار في أيات تفيد من يقرأها باليقين بأن الله القادر على الأمر وحده بالبركة الذي جعلها في الأيه فتقضى حاجته باذن الله وأن لايشرك معه أحد أما الساحر العلم الذي يتعلمه هو عبارة عن كلام لايعرف معناه وحروف مقطعه وعزائم كفريه وشركيه

5- لا يخبروني عن أسرار الناس الساحر يخبرونه


6- لا يرضون لي أن أسألهم في أمر غاب عني لكي لا ينقص أيماني وتوكلي على الله الساحر يسأل ويجاب أما كذب أو حقيقه

7-لا يرضون لي بأن اجلس قي مكان فيه فسق ويخرجوني منه بأن يضيقون نفسي ويربطون لساني وأنا بقيت ولم أخرج أصرع وأخرج راكضآ من مكان الفسق هذا كان قبل أن أعلم عنهم وأسلك طريق الصواب أمات الساحر يسمع الغناء ولا يضيق صدره


7-يأتون وقت الذكر وفي بيوت الله وعبادتي لله ليشاركوني العبادة أما الساحر لا يستطيع أن يحضرهم في بيوت الله وخاصة بعد العصر يوم الجمعه ويدعي أنهم قد ذهبو للعبادة

أما ميريد قوله الجن المؤمن هو هذا الكلام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياعباد الرحمن المذلين أنفسكم لعظمة سلطانه وجبروته على كل خلقه

أحب أن أقول لكم أني أرى من المشايخ من الأنس في هذه الأيام من حرم الحلال وأحل الحرام فقد حرموا مساعدت المؤمن من الجن للأنس وقت الضرورة واحلوا الربا بطرق أنتم أعرف بها من غير دليل صريح من الكتاب أو السنه فأقول لهم ولمن أتخذهم أهلآ للفتوى كيف يحرم مساعدة الجن للأنس والأنس للجن والتعاون فيما بينهم ولا أقصد أن تكون علنآ للكل فالجن المؤمن عندما يألف الله بين قلبه وقلب أحد الأنس فالجن يؤذيه ان كان فاسق لا يعبد الله ولا يصلي بأن يضييق نفسه وصدره ويعمل ما أعطاه الله من أمر ليسد عليه الفرح والسرور لمدة من الزمن فأن أتجهه ألى الله نجعله سعيد ونساعده بأموره الدنيوية من غير علمه ونبدأ تدريجيآ خلال فترة طويلة من السنين نحسسه بنا فأنا رأيناه قد أحس بنا ولا يتكلم لنا ولا يهتم لنا أخبرناه بوجودنا فيكون وقتها قد مر على صحبتنا بلقليل خمس سنين وأما أن لم يتجه ألى الطريق الذي يرضي الله خلال فترة تركناه وفسقه وهذا قليل

لا نستطيع أن نتعامل مع أي شخص بل هناك أشخاص قلة قد أعطاهم الله بركة من عنده في الروح وتكون الروح طيبة فقط وقدرة من الله تجعله يميز الطيب عن الخبيث من الأرواح التي تكون حوله سواء من أراوح الجن أو الأنس ويكون الخطاب والكلام عن طريق الروح ( الأيحاء) فأن شكر نعمة الله عليه وعلم بها فأنه مع كثر الذكر وقرأة القرآن يستطيع أن يعرف كلام أي شخص يكلمه من صدرة من الأنس أو الجن مثل أن يقول أنسي في صدره الله يبارك فيك والله أنك رجل طيب فأنه يحس بما قال الشخص والعكس لو ذمه لاكن لا يقول له انت قلت لي كذا وكذا

وكذالك يستطيع مخاطبة الجن سواء مسلم أو كافر داخل جسم مريض أو خارجه ويحس بروح من يخاطب لو كانت خبثه أو طيبه ويستخدمها في علاجه لمن لديه مس من الجن بأي سبب سحر أو غيره

ونحن نقوم بدورنا بتصحيح أي أمر قد يشك به ونبين له بأن الذي في هذا الجسم كذا وكذا وأن تقرأ عليه أيت كذا وأن تفعل له كذا

أو شخص مريض نعلم مرضه ونعلم علاج مرضه نخبره بهذا المرض وعلاجه لأننا أعلم بهذ من الأنس للقدرة التي أعطانا أيها الله

وأنا الأنس أن أحبهم الله جعل عليهم ملائكة تحرسهم من الشياطين فالجن التي لا تستطيع حماية نفسها من الشياطين تأتي عنده لأنهم يعلمون بأن الشياطين لن تقرب للماكن الذي يوجد به هذا الرجل الأنسي فلو أعتدى أحد الجن الكافر على أملاك جن مسلم لا يستطيع أخذ حقه فأنه يحاول أن يطلب من الرجال الجن أن يقولو لصاحبهم أن رجل ضعيف من الجن يريدك فأن كان قد أعتدي على منزله فأن الأنسي يذهب لمنزل الجني أن كان قريب فيدعوا على المعتدي الكافر فيهلك أما بأن يقيد أو يقتل وذالك العلم علم تقييد الجن هو أيات من القرآن تقرأ بنية أن يقيد الله هذا الجني ويكف أذاه عن المسلمين ويدعوا الله فهناك أمور تحصل قد أخفينها عن الأنس فالملأئكة هم الجند الذين لا يهزمون وكذالك

أختصر قولي بأنا الجن أو الملأئكة لو أرادت أن تكلم الأنس تكلمه بأذن الله عن طريق الأيحاء وهذا هو الحلال الذي حرم


أسأل الله أن يرينا الحق حقآ ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطل ويرزقنا أجتنابه

أريد من الأخوه الأفاضل التعليق على ماقلت وخاصة أخونا الفاضل أبو البراء فهوا من الذين أعلنوا الجهاد ضد أبليس وجنوده وفضح السحرة فأنت هكذا وتقدم بقوة ضد الشياطين فهم لايصلونك مادمت تصل الله


والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين

أسباب تسلط الجن واالشياطين على الإنسان

( && أسباب تسلط الجن واالشياطين على الإنسان && ) !!!



،،،،،،

الإخوة مشرفي وأعضاء ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

أود أن أتقدم للجميع بهذ البحث الهام بناء على خبرتي العلمية والعملية المتواضعة في هذا المجال ، وهو بعنوان ( أسباب تسلط الجن واالشياطين على الإنسان ) وهو على النحو التالي :

عالم الجن له نوع علاقة بعالم الإنس ، لكن هذه العلاقة تختلف عن علاقة الإنس بعضهم ببعض ، وذلك لاختلاف طبائع كل من عالمي الجن والإنس عن بعضهما ، وهذه العلاقة بين بعض الإنس وبعض الجن قد تكون علاقة قائمة على المحبة والمساعدة ، كما يكون من تسخير الله بعض الجن المؤمنين لمساعدة بعض عباده وأوليائه المتقين - وهذا بخلاف الاستعانة والتي أفردت لها بابا مطولاً في كتابي الموسوم ( القول المُعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( الاستعانة بالجن ) - وقد تكون هذه العلاقة قائمة على أساس من البغض والكراهية ، فينشأ منها اعتداء من قبل بعض الجن على بعض الإنس 0

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : ( والجن أعظم شيطنة ، وأقل عقلا ، وأكثر جهلا ، والجني قد يحب الإنسي كما يحب الإنسي الإنسي ، وكما يحب الرجل المرأة ، والمرأة الرجل ، ويغار عليه ويخدمه بأشياء ، وإذا صار مع غيره فقد يعاقبه بالقال وغيره ) ( النبوات – ص 279 ) 0

ومما تقدم يتضح لنا أن الأسباب الرئيسة لصرع الأرواح الخبيثة للإنس مجتمعة في الأمور التالية :

الأول : أسباب من جهة الإنسان نفسه :

وهذه الأسباب تتأتى إما نتيجة الابتلاء أو العقوبة وإما بسبب تقصير الإنسان وبعده عن الله سبحانه وتعالى ، وفراغ القلوب من الذكر والدعاء وعدم اللجوء إليه سبحانه ، وألخص هذه الأسباب بالآتي :

1 ) - أسباب تتعلق بحكمة الله ومشيئته :

أ )- الابتلاء :

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( أن يكون صرع الجن للإنس نوع ابتلاء من الله - جل وعلا - فالله سبحانه وتعالى بحكمته بتلي الخلق بأنواع المصائب والصرع من جملتها ، قال تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) ( سورة الأنبياء – الآية 35 ) 0 وعلى من ابتلي بذلك أن يصبر ويحتسب الأجر والمثوبة من الله مع بذل الأسباب المشروعة للعلاج ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 79 ) 0

ب )- العقوبة الإلهية :

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( أن يكون ذلك عقوبة من الله بسبب اقتراف العبد الذنوب والآثام ، قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) ( سورة الشورى – الآية 30 ) 0

فكلما ابتعد الإنسان عن ربه وخالقه استحوذت عليه الشياطين وتسلطت عليه وأصبحت حياته تعيسة ، قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) " سورة طه – الآية 124 " ) ( فتح الحق المبين – ص 80 ) 0

2) - أسباب تتعلق بالإنسان نفسه :

أ ) - ضعف حظ المبتلى عن الدين والتوكل والتوحيد 0
ب)- خراب القلوب والألسنة من الذكر والدعاء0
ج)- عدم قيام المبتلى بالتعاويذ والتحصينات النبوية 0
د )- يقين الجن والشياطين بعزلة الإنسان من السلاح الذي يستطيع مواجهتهم به والنيل منهم ومن أذاهم وبطشهم 0


يقول ابن القيم : ( وأكثر تسلط هذه الأرواح على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية ، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه ) ( زاد المعاد – 4 / 69 ) 0

ثانيا : أسباب من جهة الجن أنفسهم :

وهذه الأسباب تعزى للجن أنفسهم ، وقد تكون أسباب ذاتية نتيجة الإيذاء والظلم ونحوه ، وقد تكون بدوافع أخرى كالسحر والتسليط ونحوه ، ونستطيع أن نحدد تلك الأسباب بالأمور التالية :

1)- إن صرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق :

كما يتفق للإنس مع الإنس 0

قال شيخ الإسلام بن تيميه : ( أن يكون صرعهم بسبب العشق والهوى والشهوة ، فما كان من الباب الأول فهو من الفواحش التي حرمها الله تعالى كما حرم ذلك على الإنس وإن كان برضى الآخر ، فكيف إذا كان مع كراهته فإنه فاحشة وظلم ، فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة ، أو فاحشة وعدوان لتقوم الحجة عليهم بذلك ، ويعلموا أنه يحكم فيهم بحكم الله ورسوله الذي أرسله إلى الثقلين الجن والإنس ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 40 ، وانظر إيضاح الدلالة في عموم الرسالة – ص 27 ) 0

2)- وقد يكون - وهو الأكثر - عن بغض ومجازاة :

) 0

وقال - رحمه الله - : ( وما كان من هذا القسم فإن كان الإنسي لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ، ومن لم يتعمد الأذى لا يستحق العقوبة ، وإن كان قد فعل ذلك في داره وملكه عرفوا بأن الدار ملكه ، فله أن يتصرف فيها بما يجوز ، وأنتم ليس لكم أن تمكثوا في ملك الإنس بغير إذنهم بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلوات ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 40 ) 0

وبخصوص هذه المسألة فقد سمعت نقلا عن بعض المعالجين الآتي :

يقول البعض إن الإنسان إذا سكن منزلا أو دارا وكانت الدار أصلا سكنى للعمار من الجن فعليه أن يرتحل عن هذا المنزل أو الدار ، أما إذا سكنت الدار من قبل الجن بعد أن يسكنها الإنسان فعلى الجن في هذه الحالة مفارقة الدار بعد وعظهم وتبيان ذلك الأمر لهم 0

وفي اعتقادي أن هذا الأمر فيه نظر وهو مخالف للصواب لأن السكنى لا تكون إلا للإنس وأما أماكن تواجد الجن فهي الفلوات والحشوش والمزابل ونحوها ، كما ثبت في الأحاديث النقلية الصحيحة وكما أشار لذلك علماء الأمة الأجلاء ، ويعتبر هذا ظلم من الجن في كلا الحالين ولا بد من رفعه عن ساكني هذه البيوت ، وعلى المعالج في هذه الحالة أن يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويبين لهم عدم جواز فعل ذلك وأنه اعتداء بغير حق ، وأن هذا الأمر من الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى وقد أشار آنفا لذلك المفهوم شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - ، هذا وقد تعرضت لهذه المسألة في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( طريقة علاج البيوت المسكونة ) 0

تقول صاحبة كتاب " عالم الجان من خلال القرآن والأحاديث الشريفة " : ( وغالباً ما يوجد الجن في محال النجاسات والقاذورات كمحلِّ نحو الإبل ، والحمامات ، والمراحيض ، والمزابل ، والأماكن الموحشة : كالأودية والقبور ، ومواضع القتلى ، وبيوت الأصنام ، والكنائس ، والديورة ؛ فقد كانت الجن تدخل في الأصنام وتخاطبهم ومن ثمَّ جاء النهي عن الصلاة في تلك الأماكن لأنها مأوى الشياطين ومن مساكنهم الجحر ؛ ومن ثمَّ كره البول فيه 0 وعلل بأنه مسكن الجن ، وكذا البحر ليلاً ؛ ومن ثَمَّ كره البول فيه كذلك ) ( نقلاً عن كتاب " عالم الجان من خلال القرآن والأحاديث الشريفة " – ص 65 – 66 ) 0

قال صاحبا كتاب " طارد الجان " : ( وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة :

* تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به ، وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل 0

* وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم ، أو صب عليهم ماء حاراً ، أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى ، وهذا أشد الصرع ، وكثيراً ما يقتلون المصروع 0

* وتارة يكون بطريقة العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل ) ( طارد الجان – ص 17 ، 18 ) 0

وقالا أيضاً في كتابهما " أفعال شيطانية " : ( من الأسباب التي تسبب المس للإنسان : السحر والتسليط ، ودعاوى الجن الباطلة على الإنسان والعشق والاستمتاع بين الإنس والجن ، والدقة والزار ، وذبح الذبائح قرباناً للأسياد من الجن والعفاريت ، وإراقة الدماء على جسد المريض ، والعقد على المعادن مثل الذهب والفضة والحديد وغيرها ، وهذا أخطر أنواع المس وعلاجه نادر الحدوث ، وحمل الأحجبة ، وقراءة كتب السحر والدعاوى والأقسام 0

وقد يتولد المس من العارض الذي يأتي عن طريق الخوف الشديد والرعب والطربة والحسد والعين والنظرة ، وقد يتولد المس حينما يعرض الإنسان عن العبادة والذكر ، وقد يتولد المس من أكل مال اليتيم ، أو التولي يوم الزحف ، أو من أكل الربا ، أو من ارتكاب الجرائم والكبائر والآثام ، وقد يكون من شرب الخمر والمخدرات والمشمومات والمشروبات الممنوعة والمحرمة ) ( أفعال شيطانية – ص 9 ) 0


( قصة واقعية )


وتلك قصة تعتبر واقعا مشاهدا لإيذاء الأرواح الخبيثة للإنس بسبب الإيذاء دون قصد يذكر :

فتاة في مقتبل العمر ، كانت في رحلة نقاهة ونزهة في ربوع المملكة مع أهلها وذويها ، تقول الفتاة ، خرجت في ساعة متأخرة لقضاء الحاجة ، وما كان مني إلا أن ارتطمت قدماي بوتد من أوتاد الخيمة التي نقطنها ، وقعت من فوري ، ولم أشعر بنفسي بعد ذلك ، بعدها بفترة استيقظت وأصبحت تنتابني آلام وأوجاع متنقلة ، كما أصبحت أشعر بتعب وخمول شديدين ، وبعد رقية الفتاة تبين أنها تعاني من صرع الأرواح الخبيثة ، وقد نطق الجني الصارع على لسانها ، وتبين أن السبب الرئيسي لصرعها واقترانه بجسدها هو الإيذاء بسبب واقعة الخيمة المشار إليها ، وقد من الله سبحانه وتعالى على الفتاة بالعافية وقدر الله خروج ذلك الجني بعد أن تم إيضاح بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة والظلم ونحوه ، والله تعالى أعلم 0

3)- وقد يكون عن عبث منهم وشر :

قال شيخ الإسلام بن تيميه : ( 000 وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل ما يفعل سفهاء الناس وهذا من أخف الأنواع ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 40 ) 0

4)- وقد يكون ناتجا عن تسلطهم بواسطة السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين 0



5)- وقد يكون ناتجا عن الإصابة بالعين :

فيصرعون الإنس نتيجة لذلك ، وهذا أمر مشاهد محسوس ، وقد وقفت على حديث ضعيف يدور حول هذا المعنى ، إلا أن معناه صحيح والله تعالى أعلم ، والحديث رواه أبو هريرة - رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم )


( السلسلة الضعيفة 2364 )


قال المناوي : ( فالشيطان يحضرها بالإعجاب بالشيء وحسد ابن آدم بغفلة عن الله فيحدث الله في المنظور علة ، يكون النظر بالعين سببها فتأثيرها بفعل الله ) ( فيض القدير – 4 / 397 ) 0

قـال الشوكاني : ( يجوز رقية من به مس أو عين أو نحوهما ، لاشتراك ذلك في كون كل واحد ينشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني ) ( نيل الأوطار – بتصرف – 8 / 214 ) 0

يقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في مقدمته للكتاب الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( وقد أثبت بالتجربة الصادقة أن العين يتبعها شيطان من شياطين الجن فيؤثر في المعين بإذن الله تعالى الكوني القدري ) ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟ - ص 5 ) 0


يعقب الشيخ عبدالله السدحان على الحديث آنف الذكر فيقول : ( هذا الحديث أوله " العين حق " صحيح رواه البخاري ( 10 / 203 ) أما بقيته " ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم " فقد أخرجه أحمد في المسند ( 21439 ) بلفظ " يحضر بها " أي معها وقد جاء أيضا بلفظ " يحضرها " وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للكجي في سننه من حديث أبي هريرة كما قال الترمذي وغيره 0 وقال الهيثمي ( 5 / 107 ) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح 0 وعلى كل فمعناه صحيح ولا يخالف حديثاً صحيحاً وتشهد له التجربة ويؤيده الواقع ومشائخنا على هذا المعنى فلله الحمد والمنة 0

ثم يقول : ( هذا الحديث الشريف يفيد أن كل إنسان حوله شياطين الجن يتربصون الإيقاع به ، فكل إنسان معرض للحسد ، ولا يكاد أحد يسلم من العين إلا من عصم الله ) ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟ - ص 43 ) 0

وقال أيضاً : ( ولأن غالب أمراض الناس سببها العين ، وأن معنى حديث " العين حق " أي الوصف دون ذكر الله ( وهو سم اللسان ) وليس المراد آلة العين وإنما عُبر بها لأنها الواصفة للواقع ، وحينئذ تنطلق الشياطين الحاضرة فتعمد إلى إيذاء الموصوف بإذن الله ، ولأن هذا المفهوم الشرعي غير مسبوق فيما أعلم حرصت كل الحرص على تأصيله شرعياً بالاستعانة بعد الله بمشائخنا ممن له اختصاص في العقيدة وهي الأهم ، وتم عرض هذا المفهوم على شيخنا الفاضل محمد العثيمين ، فأقره بحمد الله وذلك في فتوى عن طريق شريط تسجيل ) ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟ - ص 21 ) 0


ومن أدق وأبلغ ما كتبه ابن القيم في تفسيره للمعوذتين حيث حدد هذا الواقع وتكلم عنه وبين طبيعة الحاسد وعلاقته بالشيطان - حيث قال :

( والشيطان يقارن الساحر ويقارن الحاسد ويحادثهما ويصاحبهما ، لكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان ، لأن الحاسد شبيه إبليس وهو في الحقيقة من أتباعه ، لأنه يسعى ويطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله ، وأبى أن يسجد لآدم حسدا 0 فالحاسد من جنس إبليس وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ، بل إن الساحر يعبد الشيطان ليقضي له حاجته والمقصود أن الساحر والحاسد كل منهما قصده الشر ، لكن بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود والشيطان يقترن به ويعينه ، ويزين له الحسد ويأمره بموجبه ، والساحر بعلمه وكسبه وشركه واستعانته بالشياطين ) ( تفسير المعوذتين – ص 39 ) 0

وقال أيضا : ( فلهذا والله أعلم قرن في السورة - يعني سورة الفلق - بين شر الحاسد وشر الساحر لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن فالحسد من شياطين الإنس والجن والسحر من النوعين ) ( بدائع الفوائد 2 / 232 ) 0

قال الشوكاني : ( يجوز رقية من به مس ، أو عين ، أو نحوه ، لاشتراك ذلك في كون كل واحد ينشأ عن أحوال شيطانية من إنس أو جن ) ( نيل الأوطار - 8 / 214 )

قال الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري : ( والعين وردت إليها الإشارة في ثلاث آيات من القرآن الكريم ، وورد بها جملة أحاديث ، منها الصحيح لذاته ، ومنها الصحيح لغيره ، وثبتت من تجربة البشر 0

ومن أنكر العين ليس عنده برهان إلا عدم العلم بصلة النفس بالنفس ، وصلة الإنس بالجن ، وعدم العلم ليس علما بالعدم ، وخالق النفوس والجن والإنس أعلم بأثرهم 0
وكثيرا ما التصقت آثار العين بآثار الجن 00 ) ( تباريح التباريح – ص 93 ) 0


قلت : ولا بد أن تكون كافة المجالس والأوقات التي تكرس للمعصية والأعمال الخبيثة مرتعا خصبا للشيطان ، والحسد والعين مما يستأنس له الشيطان ، فيحضره ، وقد ينفذ بإذن الله سبحانه إلى جسد الإنسان بقوة العين ، وهذا مما عايشته بنفسي ، وثبت تواتره عند المعالجين الثقاة ، وبعض الحالات التي تم علاجها كانت الأسباب والدوافع لصرع الأرواح الخبيثة ، قوة عين الحاسد أو العائن ، والله تعالى أعلم 0

وأذكر في سياق هذا الموضوع قصة ذكرها الأستاذ عبدالعزيز القحطاني تؤكد هذا الأمر حيث يقول :

( بينما كنا نرقي طفلة مصابة بقراح في رجلها وجسدها فإذا هي قد تأثرت ، وقد كنت متوقعاً ذلك والفضل لله وبحمده ، حيث القروح بدأت تدمل أثناء رقية القرآن ، وبدأت الطفلة تتألم من القراءة ، ولا تريد ذلك 0 ثم بدأت تتكلم كلام أكبر من سنها ، وكان ذويها يعتقدون بأن عين قد أصابت ابنتهم 0 وطلبت الاغتسال لها إن كانوا قد عرفوا العائن 0 ويدل ذلك على إصابتها ثم زودتهم بماء رقيه حتى يخفف عنها الألم وتتحسن حتى يخرج منها الخبيث الذي تسبب بهذه القروح ، وأن تلتئم الجروح 0
وأن الذي حدث أن الجن وافق كلمة المرأة العائنة التي ألقت كلمة على البنت قد تكون بدون قصد دون أن تذكر الله وتبرك 0 فالتبس بها ، وكانت بدايتها قرحة صغيرة انتشرت شيئا فشيئا ، وقد عرضت على بعض الأطباء ولكن دون جدوى بسبب هذه القرحة ، ونسأل الله لها الشفاء ، حيث أنها بدأت تتماثل للشفاء والحمد لله ، كذلك بعد ملازمة بعض المراهم الطبية ) ( طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين – ص 72 ) 0


يقول الدكتور بدر عبدالرزاق الماص في كتابه " تلبس الجن بالإنس " عن أسباب صرع الأرواح الخبيثة :

( المس الشيطاني ظاهرة حقيقة مؤكدة ، ولكن هل للشياطين سلطة مس من يشاؤون من البشر وإيذائه دون حسيب أو رقيب أو سبب ؟!

الواقع أن الشياطين كالميكروبات والجراثيم لا تؤثر إلا في حال ضعف الجسم ، ولقد نبه القرآن الكريم إلى أن الشيطان لا يؤثر على عباد الله المخلصين ، قال تعالى : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) 0

قلت تعقيباً على كلام الدكتور السابق : ( هذا الوصف للجن من حيث القدرة وليس من حيث الكيفية ، وكذلك هذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ، حيث أن أسباب الصرع متفاوته ، وقد يكون اختبار وابتلاء للعبد الصالح من الله سبحانه وتعالى ) 0

وهكذا فإن غالبية من تطمع الشياطين في التأثير عليهم هم من ( الغاوين ) ، ويشمل ذلك ضعاف الدين وكثيري الانحرافات السلوكية ، ونلخص فيما يلي بعض أسباب المس :

1- بعد الإنسان عن ربه ، وانغماسه في المعصية ، فيكون قريباً من شيطانه مرافقاً له ، فيأتيه الشيطان ويبعده عن ربه 0

قال تعالى : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) ( سورة النحل – الآية 100 ) 0

2- ونسيان الإنسان ذكر ربه : وهو من أهم أسباب المس والصرع ، لأن خلو الجسد والقلب والعقل من الذكر يجعل من اتصف بذلك لقمة سائغة للشيطان وأعوانه ، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى : ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) ( سورة الحشر – الآية 19 ) ، ويقول سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) ( سورة الزخرف – الآية 36 ، 37 ) 0

3- والإفراط في الخلوة والوحدة الطويلة : من غير أن يفكر فيما يشغله ، ويعود عليه بالنفع فيملأ عليه خلوته ، ومن غير أن يخطر على باله ذكر اسم الله تعالى ، أو أن لا يكون عنده ورد يذكر فيه اسم الله ، أو لا يتعوذ ، كل هذه الأمور تكون من الأسباب التي تؤدي إلى مس الجني للإنسي وتفرده به ، وإلى هذا يشير ابن القيم فيقول : " وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم ، وخراب قلوبهم وألسنتهم، من حقائق الذكر والتعويذات والتحصينات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح له معه ، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا " ) ( نقلاً عن كتاب " زاد المعاد " - 4 / 69 ) 0

4- تبرج المرأة وهي في أكمل زينتها : وقد أظهرت مفاتن جسمها ، مفتخرة بجمالها ، متعالية متكبرة ، من غير أن يجري على لسانها وقلبها ذكر الله وشكره على ما أعطاها من نعمه ، أو مستعيذة به سبحانه ، فإنها تكون عرضة للمس 0

5- لما كان على المسلم أن يتعرف على كتاب الله وأن يقرأ آياته وسوره ، فإن تخلى عن ذلك فإنه يكون عرضة للمس الشيطاني : وكذلك إذا كان غير مواظب على الصلاة الواجبة في أوقاتها ، فإن التارك لها معرض للمس الشيطاني 0

6- كشف العورة في البيت دون ذكر اسم الله سبحانه وتعالى وذلك في الأحوال التالية :

أ- أن تخفف المرأة ثيابها وتقف أمام المرآة في الحجرة وتسير ذهاباً وإياباً مستعرضة نفسها ومفاتنها معحبة بنفسها وقد يكون هناك من الجن من يراها ، فيعجب بها ويتعشقها وهو كثير 0

ب- نوم الرجل أو المرأة خاصة في آيام الصيف بثياب خفيفة وأبدان عارية من غير أن يمر ذكر الله قبل النوم على قلوبهم وألسنتهم وقد ورد في الحديث الشريف : " ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله إلا هو " 0

ج- دخول الخلاء للغسيل وللاستحمام دون ذكر الله تعالى قبل الدخول 000 والحديث الوارد في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " ( السلسلة الصحيحة 1070 ) 0

د- جماع الرجل أهله دون ذكر الله تعالى قبل الجماع ، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن قدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً " ( صحيح الجامع 5241 ) 0

وهكذا فإن عدم ذكر الله تعالى في هذه الحالات وغيرها والبعد عنه تعالى ، تعرض الإنسان إلى عدوان الجن والشياطين عليه وتلبسهم له 0

لذلك نرى أن على الإنسان أن يجري دائماً ذكر الله على لسانه وقلبه في جميع الأماكن التي يرتادها ، وبخاصة الأماكن الخالية ، وهي الأماكن التي يعيش فيها الجن 0

وكذلك أن يلازم ذكر الله تعالى في جميع الأزمان ، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ) 0( مجلة الفرحة – العدد (42)– مارس سنة 2000 م– نقلاً عن كتاب "تلبس الجن بالإنس" ) 0


هذا ما تيسر لي إخوتي الأفاضل ، سائلاً المولى عز وجل أن يقينات شياطين الإنس والجن ، إنه سميع مجيب الدعاء ، بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

( && الصرع في التوراة والإنجيل && ) !!!

( && الصرع في التوراة والإنجيل && ) !!!

الإخوة أعضاء وزوار ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

دعونا أحبتي نبحر بين صفحات التوراة والانجيل كي نقف مع النصوص التي جاءت تبين ظاهرة الصرع ( الاقتران الشيطاني ) :

* ورد في إنجيل متى النص التالي : ( ولما جاء إلى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداً حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق ، وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع 00 أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا ، وكان بعيداً منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى ، فالشياطين طلبوا إليه قائلين : إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير ، فقال لهم : امضوا 0 فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير 0 وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه ، أما الرعاة فهربوا ومضوا إلى المدينة وأخبروا عن كل شيء وعن أمر المجنونين ) ( انظر : انجيل متى – الإصحاح الثامن – الفقرة " 28 – 33 " ) 0

* وورد أيضاً : ( ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمته ) ( إنجيل متى – الإصحاح الثامن ) 0

* وورد أيضاً : ( وفيما هما خارجان إذا إنسان أخرس مجنون قدموه إليه ، فلما أُخرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع قائلين : لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل ، أما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين ، وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها 0 ويكرز ببشارة المللكوت ) ( انظر : انجيل متى – الإصحاح التاسع – الفقرة " 32 – 35 ) 0

* وورد أيضاً : ( ثم دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرضٍ وكل ضعف 00 ، اشفوا مرضي 0 طهروا برصاً 0 أقيموا موتى 0 أخرجوا شياطين 0 مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا ) ( انظر : انجيل متى – الإصحاح العاشر – باختصار - الفقرة " 1 – 8 " ) 0

وورد أيضاً : ( ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا : يا سيد اِرحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء ، وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه 0
فأجاب يسوع وقال : أيها الجيل غير المؤمن الملتوي : إلى متى أكون معكم إلى متى أحتملكم قدموه إلي هاهنا ، فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة ) ( انظر : انجيل متى – الإصحاح السابع عشر – الفقرة " 14 – 18 " ) 0

* وجاء في إنجيل لوقا : ( وصاروا إلى كوة الحواريين التي في مقابل الجليل ، ولما خرج إلى الأرض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل ، وكان لا يلبس ثوباً ، ولا يقيم في بيت بل في القبور ، فلما رأى يسوع صرخ وخر لـه وقال بصوت عظيم : مالي ولك يا يسوع 000 أطلب منك ألا تعذبني لأنه أمر بالروح النجس أن تخرج من الإنسان ، لأنه منذ زمان كثير كان يخطفه ، وقد ربط بسلاسل وقيود محروساً ، وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان إلى البراري ، فسأله يسوع قائلاً : ما اسمك ؟ قال : لجئُون لأن شياطين كثير دخلت فيه ، واطلب إليهم ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية ، وكان هناك قطيع من الخنازير ترعى في الجبل ، فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم فخرجت الشياطين من الإنسان ، ودخلت في الخنازير ، وخرجوا ليروا ما جرى ، وجاءوا إلى يسوع فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابساً عاقلاً جالساً ) ( إنجيل لوقا – الإصحاح : 8 ) 0

– 36 " ) 0

* يقول الأستاذ محمد الشافعي : ( ويحكي أنجيل لوقا عن رواية أخرى للمسيح مع إبليس ، حيث كانت هناك امرأة يهودية منحنية الظهر منذ ثمانية عشر عاماً ولا تقدر أن تنتصب ، ويقول الإنجيل أن المسيح وضع يده على ظهرها ، وطرد الروح الشريرة ، ولما اعترض كهنة اليهود لأن ذلك تم في يوم السبت ، قال لهم المسيح : " هذه ابنة إبراهيم ربطها الشيطان 18 عاماً ، أما كان ينبغي أن تحل من وثاقها " ) ( السحر والجان بين المسيحية والإسلام – ص 151 ) 0

ويقول أيضاً عن ظاهرة المس الشيطاني في التوراة والإنجيل : ( إن أي قارئ للتوراة أو الأناجيل سوف يجد عشرات الآيات التي تتحدث عن التأثيرات الكثيرة للشيطان والأرواح الشريرة على الإنسان ، وتظهر هذه التأثيرات في صورة صرع وجنون وعمى وصمم وانحناء للظهر ، ولكن ما هي المسببات التي تؤدي إلى أن يمس الشيطان الجسد الإنساني ؟
يجيب أحد القساوسة على هذا السؤال قائلا :
إن أسباب المس الشيطاني للإنسان كثيرة ومنها :
1- البعد عن الله وعن الحياة الروحية 0
2- السير في طريق الشر والخطيئة ، لأن الشيطان يساعد الإنسان على كل أعمال الشر 0
3- قد تسكن الأرواح الشريرة جسد الإنسان بسبب الحزن الشديد أو البكاء ثم النوم مباشرة ، وذلك لأن الحزن يجعل الدم " يتعكر " ، كما أن لكل إنسان " هاله " فعندما يحدث الاضطراب النفسي تهتز هذه الهالة 00 مما يعطي فرصة للأرواح الشريرة أن تخترق هذه الهالة المحيطة بالإنسان 0
4- الصراخ أو البكاء الشديد في دورات المياه ) ( السحر والجان بين المسيحية والإسلام – باختصار - ص 213 ، 214 ) 0

قال الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( والديانة اليهودية تعترف بأن هناك توابع من الجان تصاحب الإنسان وتصرعه ، وهي تنهى الناس عن مصاحبتها ، ففي التوراة : " لا تلتفتوا إلى الجان ، ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم ، والنفس التي تلتفت إلى الجان والتوابع لتزني وراءهم ، أجعَل وجهي ضد تلك النفس ، وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فإنه يقتل 0 وفي تاريخ منسي ملك يهوذا أنه استخدم جاناً وتوابع " 0 ( نقلاً عن الهدى إلى دين المصطفى – 2 / 65 – أنظر الكتاب المقدس " العهد القديم " سفر اللاَّويين ، الإصحاح رقم 20 ، فقرة 27 )
وما ورد في التوراة قريب مما قرره الإسلام من عدم التعامل مع الجان – أي الشياطين منهم – وأنه إذا صرع الجان إنساناً فإنه يقتل ، لأنه معتد شرعاً 0
أما فكرة اليهودية عن الشيطان فهي تشبه إلى حد ما نفس النظرة التي عند فريق من المسلمين كابن جرير الطبري وغيره 0
وتذكر الأناجيل أن المسيح عليه السلام له سلطة على الشياطين ، وأنهم يأتمرون بأمره ، فالأناجيل تعترف بأن المسيح يخرج الشياطين من المصروعين لكن إخراجه لهم إنما يتم على أساس أنه ابن الله – كما يزعمون – وهو تصور باطل يدل على فساد عقيدتهم ، إذ محال أن يكون لله ولد سبحانه 0
وهذا الانحراف في تصور اليهودية والنصرانية عن الجن والشياطين ، إنما يعود سببه إلى أن التوراة والإنجيل حرّفتا عن أصلهما الصحيح ، وكتبتا في عهود متأخرة من نزولهما ، فاختلط الحق بالباطل من جراء الكَتَبة الذين كتبوهما ، فكان للوهم والخيال ميدانهما الخصيب فيهما ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – باختصار - ص 93 – 97 ) 0

قال صاحبا كتاب السحر والسحرة عن الشيطان كما صور في الإنجيل : ( كائن حقيقي ، وهو أعلى شأناً من الإنسان ، ورئيس رتبة من الأرواح النجسة ، ويسجل لنا الإنجيل طبيعته ، وصفاته ، وحالته ، وكيفية اشتغاله، وأعماله ومقاصده 00
وعلى المؤمن أن يقاومه بشدة ولا يخضع له ، فعند بذر البذار الحية ، أي كلمة الله ، يسرقها الشيطان ، أو يزرع معها زواناً ، وهو بهذا يريد أن يتسلط على الناس 00
أما أعوانه في هذه التجارب فهم عصبة الأرواح الساقطة الذين شاركوه في العصيان الأول ، ويعملون معه لمخالفة إرادة الله 0
أما كيفية الإيقاع بالناس في الخطيئة وتجربتهم فهي مزدوجة : طريق الغش وطريق الاحتيال 0
وقد جرَّب الجميع للخطيئة حتى المسيح في البرية ، ولكن المسيح قهره وانتصر عليه ، وقد أطلقت كلمة شياطين على الأرواح الشريرة 00 وهي تسكن الناس ، فإن هذه الأرواح الشريرة هي رسل مرسلة من قبل الشيطان ، وتحت أمره وسلطانه ، أما تلك الأرواح الشريرة ، فقد كانت تدخل الناس والبهائم ، فتحدث فيهم أعراض الجنون والصرع 00
وكان دخول الشياطين في الناس أمراً حقيقياً ، ظهر على هيئة أمراض جسدية وعقلية ، والخرس ، والعمى ، والصرع ، والجنون ، وقد أخرج يسوع هؤلاء الشياطين فعلاً ، وقد ظهر أن أولئك الشياطين قد عرفوا يسوع يقيناً ، وخافوا الدينونة 00
وكانوا يتكلمون ويتنقلون من شخص إلى آخر وإلى البهائم ، وفي ضوء هذا الشرح نفهم قصة المجنون الذي خرج من بين القبور ، وقد صرح المسيح بأن هذه الأعراض أحياناً ما تكون من نتيجة عمل الشيطان ، ولكن لا يجب أن ننسى أن المسيح جاء لكي يقيض أعمال إبليس ، أما نهاية الشيطان فإنه سيقيض عليه ، ويقيد بالسلسلة ويطرح في الهاوية ، ويختم عليه لكيلا يضل الأمم فيما بعد ، وفي النهاية يطرح في بحيرة النار والكبريت ، ويعذب نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين 00
أما التوراة 00 فإن ذكر الشيطان يكاد يكون نادراً إلا أنه نهى عن الالتفات إلى الجان والتوابع وحَكَمَ بالموت على كل من به جان أو تابع وحَكَمَ على السحرة بالقتل 00
وبذلك نجد الديانات الثلاث تكاد تجمع على خبث الشيطان ومكره وأنه وراء كل سوء ، وأن على المرء أن يحذر من كيده ووسوسته ) ( السحر والسحرة – باختصار – 4 ، 6 ) 9

/ 318 ، 319 ، والهيثمي في " مجمع الزوائد " – 1 / 191 ، وقال : رواه البزار عن شيخه جعفر بن محمد بن أبي وكيع عن أبيه ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات ، والشافعي في مسنده – 2 / 240 ، وفي " الرسالة " – 2 / 397 ، وابن عابدين في " الدر المختار " – 6 / 404 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3131 ، صحيح الترمذي 2150 ، صحيح أبي داوود 3110 – الروض النضيد ( 582 ) ، أنظر فتح الباري لابن حجر – 6 / 499 ، وسير أعلام النبلاء للذهبي – 7 / 53 " ) ( كيفية إخراج الجان من جسم الإنسان – ص 57 ) 0

قلت : إن الإسلام قد بين بما لا يدع مجالا للشك التحريف المحدث على كتب أهل الكتاب كالتوراة والإنجيل ، وقد يلاحظ القارئ الكريم ذلك من خلال تتبع النصوص السابقة ، حيث يتبين من جواب عيسى – عليه السلام – كما ورد في " إنجيل متى " فظاظة القول في الرد على القوم ، حيث يقول " أيها الجيل غير المؤمن الملتوي : إلى متى أكون معكم إلى متى أحتملكم قدموه إلي هاهنا " وهذا بخلاف ما يتمتع به الأنبياء – عليهم السلام – من أخلاق سامية نبيلة أهلتهم لشرف الرسالة والنبوة ، وكذلك قول الرجل لعيسى – عليه السلام – " وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه " ، وكأنما ينقل للعامة عدم قدرة البشر على الشفاء وأن ذلك ممكن للأنبياء ، وهذا الاعتقاد يولد الكفر والعياذ بالله ، حيث أن الشفاء لا يكون إلا من الله سبحانه وتعالى وحده 0

والقصد من الكلام السابق ومع نقل بعض النصوص التي طرأ عليها تحريف وتبديل ، إلا أنه لا يمنع أن يكون أصل هذه المسألة ( صرع الأرواح الخبيثة ) قد ورد في الإنجيل ، خاصة أنه قد ورد عن عيسى - عليه السلام - أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وبالتالي فقد ذكرت النصوص كما وردت مع اعتقادي بأن الإنجيل قد تعرض أصلا وقبل التحريف والتبديل لهذه المسألة لأهميتها 0

هذا ما تيسر لي بخصوص الموضوع ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية