الأحد، يونيو 21، 2009

إمكانية تهديد الجن والشياطين للمعالج أو الإنسان عن طريق الهاتف ونحوه

( && إمكانية تهديد الجن والشياطين للمعالج أو الإنسان عن طريق الهاتف ونحوه && ) !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

قد نقل التواتر بذلك فالجن لهم القدرة على السرقة والتهديد والقتل والإيذاء ونحو ذلك من أمور أخرى ، وقد وقع معي الكثير من المشاهدات الغريبة والعجيبة ، فالعقل والنقل يؤيد ذلك ويؤكده والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عن إمكانية تهديد الجني للراقي أو الإنسان عن طريق الهاتف ونحوه فأجاب-حفظه الله- :

( نعم يمكن ذلك فإن الجن لهم تسلط على الإنس ومتى تمكنوا من الإزعاج فعلوه ، ويكثر تأثر الذين يعالجون الجن بتهديدهم وإضرارهم أو إضرار أقاربهم لكن متى تحصنوا بالقرآن والأوراد والأدعية والعلاجات الواقية لم يقدروا عليهم ولم يضروهم بإذن الله ، وهناك أدعية معروفة تحصن من شرهم كما يعرف ذلك من يشتغل بالرقية وعلاج المس 0 والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية - ص 205 – فتوى بتاريخ 5 / 6 / 1416 هـ – مخطوطة بخط الشيخ – ص 329 ) 0

بل قد يصل الجن والشياطين إلى تحرير الرسائل إلى الإنس ، وقد يقلدون خط الإنسان الحي أو الميت ، وكتابة الجن الخاصة بهم لها شكل ونمط معين ، وقد شاهدت شيئاً من ذلك ، وقد نقل ذلك عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – حيث يقول : ( وأراني صادقُ من أصحابه الكتاب الذي أرسله فرأيته بخط الجن – وقد رأيت خط الجن غير مرة - ، وفيه كلام من كلام الجن ) ( مجموع الفتاوى – 13 / 94 ، التفسير الكبير – 4 / 274 ، مجموعة الرسائل الكبرى – 1 / 71 ) 0


أسأل الله سبحانه وتعالى بفضله ومنه وكرمه أن يقينا شياطين الإنس والجن ، وأن لا يجعل لهم إلينا طريقاً ولا سبيلا ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية
منقول من موقع الرقية الشرعية

علاج المصروع الذي يدخل به الجنِّيُّ ويلتبس به

علاج المصروع الذي يدخل به الجنِّيُّ ويلتبس به

علاج التباس الجنِّيِّ بالإِنسيِّ
علاج المصروع الذي يدخل به الجنِّيُّ ويلتبس به
قسمان:

القسم الأول: قبل الإِصابة:

من الوقاية المحافظة على جميع الفرائض والواجبات والابتعاد عن جميع المحرَّمات، والتوبة من جميع السَّيِّئات، والتَّحصُّن بالأذكار والدَّعوات، والتَّعوُّذات المشروعة.



القسم الثاني: العلاج بعد دخول الجنِّيِّ:

ويكون بقراءة المسلم الذي وافق قلبه لسانه ورقيته للمصروع، وأعظم العلاج الرُّقية بفاتحة الكتاب [انظر: سنن أبي داود 4/13-14، وأحمد 5/120]، وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 2028]، وآية الكرسيِّ، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس، مع النَّفث على المصروع وتكرير ذلك ثلاث مراتٍ أو أكثر وغير ذلك من الآيات القرآنية، لأن القرآن كلَّه فيه شفاءٌ لما في الصُّدور، وشفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين [انظر: الفتح الرباني ترتيب مسند الإمام أحمد 17/183]. وأدعية الرُّقية كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ب" و "ج" ولا بدَّ في هذا العلاج من أمرين: الأول من جهة المصروع، بقوة نفسه، وصدق توجُّهه إِلى الله، والتعوَّذ الصَّحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، والثاني من جهة المعالج أن يكون كذلك فإِن السلاح بضاربه.

وإِن أُذِّن في أُذُنِ المصروع فحسنٌ، لأنَّ الشيطان يفرُّ من ذلك [انظر: فتح الخق المبين في علاج الصرع والسحر والعين ص 112، والبخاري برقم 574].

منقول من موقع الرقية الشرعية

الطرق الشرعية في التعامل مع الحيات من عمار البيوت

( && الطرق الشرعية في التعامل مع الحيات من عمار البيوت && ) !!!


إن عالم الجن والشياطين عالم غيبي له ناموسه الخاص به ، وقد بينت بعض النصوص القرآنية والحديثية بعض الأمور المتعلقة بهذا العالم كطعامهم وشرابهم وأنواعهم ، وهناك نوع من أنواع الجن والشياطين يضعنون ويعيشون معنا وقد تقع منهم بعض الأمور المحسوسة التي تؤثر على عالم الإنس بطريقة أو بأخرى ، كما ثبت من حديث أبي ثعلبة الخشبي - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 32114 ) 0

فهذا النوع من الجن وهو العمار ، يعيش في البيوت وقد تصدر منهـم بعض التصرفات العدوانية خاصة إن كانوا من العصاة أو الكفرة ، وطريقة العلاج تكمن في المحافظة على البيت وتطهيره من المعاصي كالصور والمجسمات والأغاني ونحوه ، وكذلك المحافظة على الأذكار والأدعية المأثورة عن رسول الله صلى اله عليه وسلم وتحصين البيت بقراءة سورة البقرة 0

ومن الأمور الهامة والنافعة بإذن الله تعالى القراءة في المنزل من قبل معالج متمرس حاذق يستطيع التعامل مع هذا النوع بالذات بسبب عدوانيتهم وقوتهم وبطشهم ، ودعوتهم إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والتحريج عليهم ثلاثا لمغادرة المنزل وعدم إيذاء أهله ، وغالبا ما يستجيبون لذلك ، وهناك أمر مجرب وفيه نفع بإذن الله ، وقد سبق الإشارة إليه في مواضع أخرى من هذا الكتاب ، وهو رش الماء والملح بعد القراءة عليه في أركان البيت وزواياه ، وطبيعة الجن والشياطين لا تحب الملح ولا تستسيغه ، ولأجل ذلك فقط ينصح به دون الاعتقاد فيه ، وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم رش الماء والملح في زوايا المنزل فأجاب – حفظه الله – بأنه لا يرى بأسا بذلك دون الاعتقاد فيه ، واعتبار ذلك من الأسباب الحسية المباحة لطرد الأرواح الخبيثة لأنها تتأذى من ذلك الفعل ، وقد عرج على هذه الفتوى في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( علاج البيوت المسكونة ) فلتراجع 0

علما بأن هناك نوع من الجن العمار المسلم الذي يعيش معنا في المنازل والبيوت ، وهذا النوع قد تجده من العباد بل قد يكون أحرص من ساكني المنزل على القيام بالفرائض والنوافل والطاعات ، وقد يعين إخوانه المسلمين من الإنس على الطاعة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد أورت بعض القصص المتعلقة بهذا الموضوع في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( الهواتف ) فلتراجع 0

وما يهمنا تحت هذا العنوان هو كيفية التعامل مع صنف من الأصناف التي قد نعيش معنا في بيوتنا الإسلامية حرصاً على التصرف بطرق شرعية حتى لا نتعرض لإيذاء هذا الصنف إلا وهو ( الحيات ) التي في الأصثل هي من الجن أو الشياطين كما ثبت في الحديث المذكور آنف الذكر 0

إن الدين الإسلامي قد شرع الشرائع وأوضح الأحكام المتعلقة بكافة جوانب الحياة سواء كانت تلك الأحكام بخصوصها أو عمومها ، ولم يترك على الإطلاق ناحية من نواحي الدين والدنيا إلا وبينها لنا وحدد معالمها وأطرها ، وقد تكون أمثال تلك الحيات والعقارب من الجن أو الشياطين ، لما ثبت من حديث أبي ثعلبة الخشبي – رضي الله عنه – آنف الذكر ، ولما ثبت أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابا السائب دخل على أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – في بيته ، فوجده يصلي ، قال : فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته ، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت ، فالتفت ، فإذا حية ، فوثبت لأقتلها ، فأشار الي أن اجلس ، فجلست ، فلما أنصرف أشار إلى بيت في الدار ، فقال : أترى هذا البيت ؟ قلت : نعم 0 قال : ( كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس ، قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ، فيرجع إلى أهله ، فاستأذنه يوما ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خذ عليك سلاحك ) فإني أخشى عليك قريظة ، فأخذ الرجل سلاحه ، ثم رجع ، فإذا امرأته بين البابين قائمة ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها ، وأصابته غيرة ، فقالت له : أكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني ، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج ، فركزه في الدار فاضطربت عليه ، فما يدري أيهما كان أسرع موتا : الحية أم الفتى ؟ قال : فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له ، وقلنا أدع الله يحييه لنا ، فقال : ( استغفروا لصاحبكم ) ، ثم قال : ( إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتـاب السلام - ( 37 ) باب قتل الحيات وغيرها ( 139 - 141 ) برقم 2236 ) 0

قال النووي : ( قوله : فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله قال العلماء : هذا الاستئذان امتثال لقوله تعالى : ( وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَئذِنُوهُ ) ( سورة النور – الآية 62 ) ، وأنصاف النهار بفتح الهمزة أي منتصفه ، وكأنه وقت لآخر النصف الأول وأول النصف الثاني ، فجمعه كما قالوا ظهور الترسين 0 وأما رجوعه إلى أهله فليطالع حالهم ، ويقضي حاجتهم ، ويؤنس امرأته ، فإنها كانت عروسا كما ذكر في الحديث 0
قوله صلى الله عليه وسلم : " فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان " قال العلماء : معناه وإذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامير البيوت ، ولا ممن أسلم من الجن ، بل هو شيطان ، فلا حرمة عليكم فاقتلوه ، ولن يجعل الله له سبيلا للانتصار عليكم بثأره ، بخلاف العوامر ومن أسلم 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 397 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر الحديث السابق : ( وقتل الجن بغير حق لا يجوز ، كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق ، والظلم محرم في كل حال ، فلا يحل لأحد أن يظلم أحدا ولو كان كافرا ، بل قال تعالى : ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنئانُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) ( سورة المائدة - الآية 8 ) 0
فإذا كانت حيات البيوت قد تكون جنا فتؤذن ثلاثا ، فإن ذهبت وإلا قتلت ، فإنها إن كانت حية قتلت ، وإن كانت جنية فقد أصرت على العدوان بظهورها للإنس في صورة حية تفزعهم بذلك ، والعادي هو الصائل الذي يجوز دفعه بما يدفع ضرره ولو كان قتلا ، وأما قتلهم بدون سبب يبيح ذلك فلا يجوز ) ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة - ص 34 - 36 ) 0

وقال - رحمه الله - : ( كثير من أهل العزائم يتعدون على الجن ؛ فيأمرون بقتل من لا يجوز قتله ، وقد يحبسون من لا يحتاج إلى حبسه ، ولهذا قد تقاتلهم الجن على ذلك ؛ ففيهم من تقتله الجن أو تمرضه ، وفيهم من يفعل ذلك بأهله وأولاده أو دوابه ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 53 ) 0

قال محمد بن مفلح : ( يسن أن يقال للحية التي في البيوت ثلاث مرات - ذكره غير واحد ولفظه في " الفصول " ثلاثا ولفظه في "المجرد" ثلاثة أيام - اذهب بسلام لا تؤذنا ، فإن ذهب ، وإلا قتله إن شاء ، وإن رآه ذاهبا كره قتله ، وقيل : لا يكره 0
وقد قال أحمد في رواية الفضل بن زياد : الإيذان في حق غير الطفيتين : وهو الذي بظهره خط أسود ، والأبتر : وهو الغليظ الذنب كأنه قد قطع ذنبه ، فإنهما يقتلان من غير إيذان 0 وإن كان غير ذلك مثل هذا الدقيق الذنب فهو حيات البيوت يؤذنه ثلاثا يقول : لا تؤذنا ، اذهب بسلام 0 وهذا هو الذي في " الرعاية " 0
وقال الميموني : سئل أبو عبدالله عن قتل دواب البيوت ؟ قال : لا يقتل منهن إلا ذو الطفيتين والأبتر 0 وذو الطفيتين : خطان في ظهره ، ثم ذكر حديث أبي لبابة ، قيل لأبي عبدالله : فما تقتل من الحيات ؟ قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل دواب البيوت إلا ذي الطفيتين والأبتر ، فقلنا له : إنه
ربما كان في البيوت منهن شيء ، الهائل منهن غلظا وطولا حتى يفزعن ، فقال : إذا كان هذا فأرجو أن لا يكون في قتله أي حرج 0 قال : فكان الأمر عنده فيه سهولة إذا كن يخفن 0
وقال المروزي : سئل أبو عبدالله عن الحية تظهر ؟ قال : تؤذن ثلاثة ، قلت : ثلاثة أيام ، أو ثلاث مرار ؟ قال : ثلاث مرار إلا أن يكون ذو الطفيتين وهي التي عليها خطان والأبتر هو الذي كأنه مقطوع الذنب ، يقتل ولا يؤذن 0
قال المروزي : وكنت أحفر بئرا بين يدي أبي عبدالله ، فخرجت حية حمراء فقلت : يا ابا عبدالله : اقتلها ؟ فنظر ، فقال لي : لا تعرض لها دعها 0 وجواب أحمد - رحمه الله - بالنهي يدل على أنه يحرم عنده القتل قبل الإيذان ، لأنه ظاهر النهي عنده 0 وعند المالكية حيات مدينة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل إلا بعد الإنذار للإخبار ، ويستحب قتل حيات غيرها ، وعند الحنفية ينبغي أن لا تقتل الحية البيضاء لأنها من الجان،وقال الطحاوي : لا بأس بقتل الكل ، والأولى هو الإنذار ) ( الآداب الشرعية - 3 / 347 - 348 ) 0

قال الدميري : ( وقد اختلف العلماء في الإنذار هل هو ثلاثة أيام أو ثلاث مرات ، والأول هو الذي عليه الجمهور وكيفيته أن يقول " أنشدكن بالعهد الذي أخذه عليكن نوح وسليمان عليهما الصلاة والسلام أن لا تبدوا لنا ولا تؤذونا وفي " أسد الغابة " عن عبدالرحمن بن أبي يعلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها إنا نسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود عليهم الصلاة والسلام لا تؤذينا فإن عادت فاقتلوها ) " السلسلة الضعيفة 1508 " ) ( حياة الحيوان الكبرى – 1 / 360 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن صيغة التحريج على حيات البيوت وعوامرهن ، وهل هي ثلاث مرات أو ثلاث أيام ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( ورد في الحديث أن البيت الخرب إذا نزل فيه أحد ورأوا فيه حيات أو يشبهها فلأهل البيت أن يحرجوا عليها ثلاثة أيام بنحو قولهم " أيا من سكن الدار من العمار والزوار عزمت عليكم بالله وآياته ألا تفرقتم عن هذا المسكن وتحولتم عن جوارنا وعن ملكنا " ثم يكرر هذا التحريج كل يوم مراراً ، فمتى مضت ثلاثة الأيام فرأى بعد ذلك شيئاً من الحيات فله قتلها باعتبارها مؤذية ، أو أنها من الحيوانات الحية لا من الجن ونحوهم ) ( هداية الأنام إلى فتاوى الرقى للأئمة الأعلام - تحت التأليف ) 0

قلت : ولا بد من التحريج على الحيات ثلاث مرات بأن يقال :

" أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا تؤذوننا " أو " لا تؤذنا اذهب بسلام " أو أن يقال " أنشدكن بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داوود أن لا تؤذونا ولا تظهرن لنا " ، ويترجح لدي قول ثلاث مرات عن القول الأول وهو التحريج ثلاث ليالي ، لصعوبة البقاء مع الحية طيلة هذه الأيام لما قد يترتب عن ذلك من إيذاء لأهل البيت سواء كانت الحية جنيا أو شيطانا أو حية كسائر الحيات ، وقد ذهب لهذا القول بعض أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما مر آنفا ، فإن خرج بعد التحريج فقد كفيته ، وإلا فاقتله ، فربما يكون حية من الحيات أو أنه شيطان وعندها لا يخشى جانبه وغائلته ، لأنه المعتدي والبادئ بالظلم ، ولن يسلط على البيت وأهله بإذن الله تعالى 0

ولي وقفات وتنبيهات متعلقة بهذا الحديث ، ومن هذه الوقفات :

1)- النهي خاص بالحيات دون غيرها من الحيوانات الأخرى 0

2)- والوصف متعلق بحيات البيوت دون غيرها من الحيات الأخرى ، أما تلك فنحن مأمورون بقتلها 0

قال النووي : ( قال المازري : لا تقتل حيات مدينة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإنذارها كما جاء في الأحاديث ، فإذا أنذرها ولم تنصرف قتلها وأما حيات غير المدينة في جميع الأرض والبيوت والدور فيندب قتلها من غير إنذار لعموم الأحاديث الصحيحة في الأمر بقتلها 0 ففي هذه الأحاديث " اقتلوا
الحيات " وفي الحديث الآخر : " خمس يقتلن في الحل والحرم " منها الحية ، ولم يذكر إنذارا 0 وفي حديث الحية الخارجة بمنى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتلها ، ولم يذكر إنذارا ، ولا نقل أنهم أنذروها 0 قالوا : فأخذ بهذه الأحاديث في استحباب قتل الحيات مطلقا ، وخصت المدينة بالإنذار للحديث الوارد فيها ، وسببه صرح به في الحديث أنه أسلم طائفة من الجن بها ، وذهبت طائفة من العلماء إلى عموم النهي في حيات البيوت بكل بلد حتى تنذر ، وأما ما ليس في البيوت فيقتل من غير إنذار 0 قال مالك : يقتل ما وجد منها في المساجد 0 قال القاضي : وقال بعض العلماء : الأمر بقتل الحيات مطلقا مخصوص بالنهي عن جنان البيوت ، إلا الأبتر وذا الطفيتين ، فإنه يقتل على كل حال سواء كانا في البيوت أم غيرها ، وإلا ما ظهر منها بعد الإنذار 0 قال : ويخص من النهي عن قتل جنان البيوت الأبتر وذو الطفيتين 0 والله أعلم 0
وأما صفة الإنذار فقال القاضي : روى ابن حبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه يقول : أنشدكن بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داوود أن لا تؤذونا ولا تظهرن لنا وقال مالك : يكفي أن يقول : أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا تؤذوننا ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 391 - 392 ) 0

3)- يستثنى من حيات البيوت حية بتراء ذو طفيتين ، كما ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقتلوا ذا الطفيتين ، فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل ) ( متفق عليه ) وهذه الحية تقتل في أي حال وعلى أي وجه 0

يقول الحافظ في الفتح : ( أما إذا رأيت في البيت حية " ذا طفيتين " أو حية بتراء فاقتلها ولا تؤذنها ، وذو الطفيتين : هي حية لها خطان أبيضان وقيل أسودان على ظهرها والحية البتراء حية قصيرة الذيل ) ( فتح الباري - 6 / 351 ) 0

قال ابن حجر الهيتمي : ( إن استثناء هذين -يقصد الأبتر وذو الطفيتين- يقتضي أن الجني لا يتصور بصورتهما ، فيسن قتلهما مطلقا ، ثم رأيت الزركشي نقل ذلك عن الماوردي فقال : إنما أمر بقتلهما لأن الجن لا تتمثل بهما ، وإنما نهى عن ذوات البيوت لأن الجني يتمثل بهما ) ( الفتاوى الحديثية - 22 ) 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، سائلاً المولى عز وجل أن يخلص لنا القول والعمل ، بارك الله في الجميع ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية
منقول من موقع الرقية الشرعية

كتاب : العواصم من الشيطان و صحيح الرقية الشرعية

كتاب : ( العواصم من الشيطان و صحيح الرقية الشرعية ) !!!

العواصم من الشيطان
و صحيح الرقية الشرعية
محتويات الكتاب
مقدمة
حفظ الله لعباده المؤمنين
ضعف كيد الشيطان
وها هي الحروز والعواصم
احفظ الله يحفظك
ذكر الله عز وجل
ما يقال ويفعل لحل عقد الشيطان
الاستنثار عند الاستيقاظ
قيام شيء من الليل
حرز عند دخول الخلاء
الأذان يطرد الشيطان
الاستعاذة من همزات الشياطين وأن يحضرون
الاستعاذة من همز الشيطان ونفخه ونفثه
الاستعاذة بالله عند قراءة القرآن
كيف تصنع مع شيطان الصلاة
ترك الالتفات في الصلاة
منع المرور بين يدي المصلي
السجود مطردة للشيطان
سجدتا السهو ترغيم للشيطان
ومن العواصم ترك الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها
حروز في الصباح والمساء
فضل المعوذات والتعوذ بها
حرز أول النهار
حرز من السم والسحر
تعويذ الصبيان
كفوا صبيانكم عند المساء
تجنب مواطن الشبهات
ترك النجوى
لا تعينوا الشيطان على أخيكم
ترك قول: "لو" المصحوبة بالاعتراض على القدر
التعوذ بالله عند وسوسة الشياطين والملحدين وترك الاسترسال في التفكير
التعوذ بالله عند الغضب
التعوذ عند سماع نباح الكلاب
التعوذ بالله من الشيطان عند سماع نهيق الحمار
طرد الشيطان من البيت
حرز يحفظ به البيت والطعام من الشيطان
حرز آخر لحفظ الطعام من الشيطان
حرز يقوله من نزل منزلاً
حرز يقوله من سقط عن دابته
رد التثاؤب
ترك الخلوة بالنساء
حرز يقال عند الجماع
الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة حرز من الشيطان
حرز عند النوم
حرز آخر عند النوم "آية الكرسي"
ومن الحروز للرؤيا
الاستعاذة من تخبط الشيطان عند الموت
اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حاصل الأمر في الرقية وما يدفع به المس، وما يتحصن به العبد
العلاج بدعاء الله عز وجل
وقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم فما كان منه إلا الدعاء الكثير المتواصل
الرقية وطرد الشيطان ببعض سور الكتاب العزيز
سورة البقرة
الرقية بالمعوذات
الرقية بفاتحة الكتاب
صور أخرى من الرقى
رقية جبريل عليه السلام
الرقية من العين
طلب الاغتسال من العائن وصب الماء على المصاب
الرقية من ذوات السموم
التحذير من إتيان السحرة والكهان وبيان كذبهم
الإكثار من الاستغفار
فضل حسبنا الله ونعم الوكيل
وختامًا



المقدمة مع تنبيهات هامة
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا رسول الله، أرسله الله رحمة للعالمين، صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين.
وبعد . .
فهذه طائفة من الحروز والعواصم، جمعتها من كتاب الله -عز وجل-، ومن الصحيح الثابت، من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بها يعصم الله العبد، ويحفظه من كيد الشيطان، ووساوسه، وغوايته.
وقد أتبعتها ببعض الرقى والأدعية الصحيحة (1) التي يدفع الله بها البلاء عن العبد بعد نزوله، فنسأل الله أن يعصمنا، والمسلمين والمسلمات، من الشيطان الرجيم، وأن يدفع عنا وعن المسلمين والمسلمات كل محنة، وفتنة، وبلاء.
هذا وننبه هنا على أمور: أولها: أن الذي ينتفع بهذه الحروز والعواصم بالدرجة الأولى، هم المؤمنون دون غيرهم؛ وذلك لأن الله يقول: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا) الإسراء 82]
ثانيًا: أنه ينبغي أن يقبل المؤمن على هذه الحروز، وهو موقن بها، وأنها أنفع حصن وأفضل علاج؛ وذلك لأنها من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الثابتة.
ثالثًا: أنه قد يتأخر الشفاء لأمر يريده الله سبحانه وتعالى، فهو يعلم ونحن لا نعلم، وقد قال سبحانه: ( وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) البقرة 216. ، وقد قال أيضًا: ( فيكشف ما تدعون إليه إن شاء) الأنعام 41
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لامرأة كانت تصرع: "إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولك الجنة".
فقد يتأخر الشفاء، ويكون في ذلك نوع من أنواع الابتلاء والاختبار، هل يثبت الشخص على إيمانه أم أنه يتجه إلى الشعوذات والخرافات، والسحرة والكهنة، والدجالين والعرافين؟ فهؤلاء الذين يعوذون برجال من الجن يزيدون المريض مرضًا إلى مرضه، وقد قال تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا) [ الجن: 6].
ونذكر أيضًا بما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل" قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".
رابعاً: أن المريض يثاب على مرضه، إن هو صبر واحتسب، لما ورد في ذلك من الأحاديث، ثم إنه يثاب أيضًا إذا هو دعا ربه -سبحانه وتعالى- يكشف البلاء، فالدعاء هو العبادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فعليه؛ فالعبد يثاب كلما دعا، ودعا، سواء كشف ما به من بلاء أم لم يكشف.
وقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم واستمر به بلاؤه، كما سيأتي- إن شاء الله- فدعا، ودعا،ودعا, إلى أن شفاه الله.
وقبله قد مرض نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم مرضًا شديدًا طويلاً، وصبر، وقال الله في شأنه: ) إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب) [ص: 44].
خامسًا: ليعلم أن الرقى لا تختص بشخص معين، فالشافي هو الله ، وهو الذي يكشف الضر -سبحانه وتعالى-، وعليه، فليلتمس منه وحده الشفاء، ويمكن لأي شخص أن يرقي نفسه، وأن يرقي غيره، والله سبحانه يتقبل من المتقين. وفي حديث أبي سعيد أن رجلاً رقى بفاتحة الكتاب فشفا الله المريض، مع أنهم كانوا لا يعهدون من هذا الرجل الرقية، ولا يعرفونه بها.
سادسًا: ينبغي أن تتقى الأمور التي تمنع من الشفاء، بل قد تزيد المريض وهنًا على وهنه، وضعفًا إلى ضعفه، فلا ينبغي أن يتناول مريض ما دواءً، ثم هو يتناول سمًا، مع هذا الدواء أو يتناول طعامًا يفسد مفعول هذا الدواء؛ فكذلك الأمر في الرقية، فلا يقومن شخص يدعو ربه بالشفاء، ثم هو مع ذلك يترك الصلاة، ويأكل أموال اليتامى ظلمًا ويزني ويسرق ويسفك الدماء!!!
لا يقومن رجل يدعو ربه بصرف الشيطان، وإبطال كيده، ثم هو مع ذلك يفعل ما يرضي الشيطان، ويجلس مع المعازف، والتصاوير والخمر والقينات!!!
سابعًا: وليحذر المرضى والمعالجون من المخلفات الشرعية، التي ترتكب أثناء العلاج، خاصة علاج الرجال للنساء، كخلوة الرجل بالمرأة، ومس شيء من جسدها، وخضوعها بالقول، وتكشفها، وغير ذلك مما يؤول بصاحبه إلى المعاصي والفواحش- عياذًا بالله -عز وجل- والمعاصي والفواحش تزيد العبد رهقًا وعناءً، فالمصائب تنزل في كثير من الأحيان بسبب الذنوب، قال الله تبارك وتعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) [ الشورى: 30]. وإن كانت في بعض الأحيان لرفعة الدرجات.
هذا ولنشرع في إيراد العواصم من الشيطان ونخللها ونتبعها بشيء من الوارد من أبواب الرقى، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سائلين الله أن ينفعنا بهذه الحروز والعواصم، وأن ينفع بها عباده المؤمنين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو عبدالله/ مصطفى بن العدوي
مصر- الدقهلية- منية سمنود
______________________________
(1) واقتصرت على الثابت الصحيح دون غيره ففي ما صح غنية وكفاية.


حفظ الله لعباده المؤمنين
· قال الله تبارك وتعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) [ البقرة: 257].
· وقال الله سبحانه: ( وهو يتولى الصالحين) [ الأعراف: 196].

ضعف كيد الشيطان
· قال الله سبحانه وتعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفًا) [ النساء: 76].
· وقال سبحانه: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) [ النحل: 99-100].
· وقال سبحانه: ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين) [ الحجر: 42].

وها هي الحروز والعواصم الإيمان بالله وخشيته وتقواه والتوكل عليه
· قال الله تبارك وتعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) [ آل عمران: 175].
· وقال سبحانه: ( ومن يتوكل علة الله فهو حسبه) [ الطلاق: 3].
· وقال سبحانه: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا) [ الطلاق: 2].

احفظ الله يحفظك هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس رضي الله عنه !!!
· قال ابن عباس رضي الله عنه : "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" (2) .
صحيح (ت,حم,عاصم,..)
______________________________
(2) وفي بعض الروايات: " واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا".
وفي بعضها: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" وهذه والتي قبلها تحتاج إلى مزيد نظر في إسنادها، وإن كان معناها صحيحًا.


ذكر الله عز وجل
· قال الله تبارك وتعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [ الرعد: 28].
· وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطيء بها، فقال عيسى، إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أنا آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن، أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال: هذه داري، وهذا عملي فاعمل وأد إلي، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. وآمركم بالصيام؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك، فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم. وآمركم أن تذكروا الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية، فإنه من جثا جهنم، فقال رجل: يا رسول الله! وإن صلى وصام؟! قال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله" .
صحيح (حم,ت )
ما يقال ويفعل لحل عقد الشيطان
· عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم (3) - إذا هو نام- ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل (4) فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" .
صحيح (خ،م)
______________________________
(3) استثنى بعض العلماء من ذلك من قرأ آية الكرسي عند نومه، وذلك لما ورد في شأن من قرأها إذا أوى إلى فراشه: "لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح" وسيأتي إن شاء الله.
واستثنى آخرون كذلك: من صلى العشاء في جماعة، وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".
(4) تحريض على النوم: بمعنى: نم فإن الليل ما زال طويلاً، فعلى ذلك فينبغي أن يستحضر الشخص رواية عائشة في الصحيحين( واللفظ لمسلم) في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل, فإذا كان عند النداء الأول( قالت) وثب( ولا والله ما قالت: قام) فأفاض عليه الماء .. الحديث.

الاستنثار عند الاستيقاظ
· عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات؛ فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " (6) .
صحيح (خ،م)
______________________________
(5) الاستنثار هو: إدخال الماء في الأنف ثم نثره.
(6) الخيشوم هو أعلا الأنف.

قيام شيء من الليل
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح (7) قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه (8) أو قال: "في أذنه" .
صحيح(خ،م)
______________________________
(7) ذكر بعض العلماء أن معناها: أنه نام عن صلاة الليل، وبوب لها النووي بقوله: باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح. وذكر آخرون: أنه نام عن المكتوبة.
(8) ذكر بعض أهل العلم: أن بول الشيطان بول حقيقي فكما أن الشيطان يأكل ويشرب ويجامع فكذلك هو يبول، وقال آخرون: بل المراد بذلك أن الشيطان استخف به وجعله كالكنيف موطنًا للبول، وقيل: إن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر، وقيل: غير ذلك والله أعلم.

حرز عند دخول الخلاء
· عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء (9) قال: "اللهم! إني أعوذ بك من الخبث (10) والخبائث (11) " .
صحيح (خ,م)
______________________________
(9) الخلاء: الخلاء والكنيف والمرحاض، كلها موضع قضاء الحاجة.
(10) الخبث والخبائث: الخبث: بضم الباء وإسكانها، وهما وجهان مشهوران في رواية هذا الحديث، قال الخطابي: الخبث جماعة الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، قال: يريد ذكران الشياطين وإناثهم.
(11) وفي رواية: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال...".
* تنبيهان : الأول: إذا كان الشخص يقضي حاجته في أماكن لم تعد لذلك كالفضاء مثلاً فمتى يقول هذا الدعاء؟ ذهب جمهور العلماء إلى أنه يقوله عند تشمير الثياب.
الثاني: من نسى هذا الذكر حتى دخل الخلاء فمتى يقوله؟ الذي يظهر -والله أعلم- أنه يقوله أيضًا- إذا كان نسيه- إذا دخل ما لم يجلس لقضاء حاجته، فإذا جلس لقضاء حاجته فيستعيذ بقلبه لا بلسانه، ففي صحيح مسلم أن رجلاً مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه.
وهذا من باب الكراهية, وليس من باب التحريم لحديث عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه".

الأذان يطرد الشيطان
· عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط (12) حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا- لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل لا يدري كم صلي" (13) .
صحيح (خ,م)
· عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة، ذهب حتى يكون مكان الروحاء" (14) .
وإذا لم يكن الوقت وقت أذان، وأذن الشخص هل ينصرف الشيطان كذلك؟
قال بذلك بعض أهل العلم.
· ففي صحيح مسلم عن سهيل (15) :
قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة. قال: ومعي غلام لنا ( أو صاحب لنا) فناداه مناد من حائط باسمه. قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا. فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتًا فناد بالصلاة؛ فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الشيطان، إذا نودي بالصلاة، ولّى وله حصاص" (16) .
______________________________
(12) وفي رواية لمسلم: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس".
(13) في بعض الروايات عند مسلم زيادة: "فهناه ومناه، وذكره من حاجاته ما لم يكن يذكر".
(14) الروحاء: مكان على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة.
* قال ابن الجوزي -رحمه الله-: على الأذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها؛ لأنه لا يكاد يقع في الأذان رياء ولا غفلة عند النطق به.
(15) سهيل: هو ابن أبي صالح.
(16) الحصاص هو الضراط، وقيل: شدة العدو.

الاستعاذة من همزات الشياطين وأن يحضرون
· قال الله تبارك وتعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين* وأعوذ بك رب أن يحضرون) [المؤمنون: 97-98].
· وعن الوليد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! إني أجد وحشة، قال: "فإذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يقربك" .
صحيح لغيره (17) (حم)
______________________________
(17) فقد أخرجه أحمد بإسناد مرسل لكن له شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: "بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون" أخرجه أحمد أيضًا، وكذلك الترمذي، وقال: حسن غريب.

الاستعاذة من همز الشيطان ونفخه ونفثه
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه، قال: وهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبرياء.
صحيح لشواهده (18) (حم)
______________________________
(18) فقد أخرج أحمد وأبوداود من حديث جبير ابن مطعم رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة فقال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً".ثلاثًا أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه، قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبرياء، وهمزه: الموتة، وفي بعض طرقه عند أحمد: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" .
قلت: أما همزه ففسر في الحديث بأنه الموتة، وقال أبو عبيد –كما في اللسان- الموتة: الجنون، قال: وإنما سماه همزًا؛ لأنه جعله من النخس والغمز.وقال أبو عبيد أيضًا: وإنما سمي النفث شعرًا؛ لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه مثل الرقية.

الاستعاذة بالله عند قراءة القرآن
· قال الله سبحانه وتعالى: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" [النحل: 98].
قال ابن كثير-رحمه الله-: والمعنى في الاستعاذة عند ابتداء القراءة؛ لئلا يلبس على القارئ قراءته، ويخلط عليه ويمنعه من التدبر والتفكر.

كيف تصنع مع شيطان الصلاة
· عن أبي العلاء (19) أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي (20) ، يلبسها (21) علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً" قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
صحيح(م)
______________________________
(19) ظاهره هنا الإرسال، إلا أن مسلمًا عقبه بالرواية الموصولة.
(20) قال النووي- رحمه الله-: ومعنى( حال بيني وبينها) أي: نكدني فيها ومنعني لذتها والفراغ للخشوع فيها.وقال- رحمه الله- أيضًا: وفي هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عند وسوسته، مع التفل عن اليسار ثلاثًا..
(21) يلبسها علي، أي: يخلطها علي ويشككني فيها.

ترك الالتفات في الصلاة
· عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه قالت: سألت النبي عن التفات الرجل في الصلاة فقال: "هو اختلاس (22) يختلس الشيطان من صلاة أحدكم"
صحيح (خ)
______________________________
(22) في رواية: يختلسه.
أما الاختلاس فهو: الاختطاف بسرعة، فالمصلي يقبل عليه الرب سبحانه وتعالى، والشيطان مرتصد له ينتظر فوات ذلك عليه، فإذا التفت اغتنم الشيطان الفرصة فسلبه تلك الحالة.
انظر الفتح(2/235).

منع المرور بين يدي المصلي
· عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه، فإن أبى فليمنعه، فإن أبى فليقاتله؛ فإنما هو شيطان" (23) .
صحيح (خ،م)
______________________________
(23) في بعض روايات مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه: ".. فإن معه القرين".
قال النووي – رحمه الله-: قوله صلى الله عليه وسلم: "فإنما هو شيطان"، قال القاضي: قيل: معناه إنما حمله على مروره وامتناعه من الرجوع الشيطان وقيل: معناه يفعل فعل الشيطان؛ لأن الشيطان بعيد من الخير، وقبول السنة، وقيل: المراد بالشيطان القرين، كما جاء في الحديث الآخر "فإن معه القرين" والله أعلم.

السجود مطردة للشيطان
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله[ وفي رواية: يا ويلي].، أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار ".
صحيح(م)

سجدتا السهو ترغيم للشيطان
· عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثاً أم أربعًا؟ فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسًا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتمامًا لأربع كانتا ترغيمًا للشيطان" (24) .
صحيح (م)
______________________________
(24) (كانتا ترغيمًا للشيطان) أي : إغاظة له، وإذلال.امأخوذ من الرغام وهو التراب، ومنه: أرغم الله أنفه، والمعنى: أن الشيطان لبس عليه صلاته، وتعرض لإفسادها ونقصها، فجعل الله تعالى للمصلي طريقًا إلى جبر صلاته، وتدارك ما لبسه عليه، وإرغام الشيطان ورده خاسئًا مبعدًا عن مراده، وكملت صلاة ابن آدم، وامتثل أمر ربه تعالى الذي عصى به إبليس من امتناعه من السجود، والله أعلم.

ومن العواصم ترك الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها
· عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس، ولا غروبها؛ فإنها تطلع بين قرني الشيطان".
صحيح (خ،م)
______________________________
(25) وجه ذلك واضح مما ذكره النووي -رحمه الله- حيث قال: قيل: المراد بقرني الشيطان حزبه وأتباعه، وقيل: قوته وغلبته، وانتشار فساده، وقيل: القرنان ناحيتا الرأس، وأنه على ظاهره، وهذا هو الأقوى، قالوا: ومعناه أنه يدلي رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون لها من الكفار كالساجدين له في الصورة، وحينئذٍ يكون له ولبنيه تسلط ظاهر، فكرهت الصلاة حينئذٍ صيانة لها كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشيطان.

حروز في الصباح والمساء
· عن أبان بن عثمان: قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء (26) ". فكان أبان قد أصابه طرف فالج (27) ، فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذٍ ليمضي الله علي قدره.
حسن (د, ت, جه، ن، حم)
· عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة, كانت له عدل عشر رقاب, وكتبت له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزًا من الشيطان، يومه ذلك، حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك, ومن قال: سبحان الله وبحمده، في يوم، مائة مرة، حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ".
صحيح (خ،م)
· عن عبدالله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم! أسألك خير هذه الليلة، وأعوذ بك من شر هذه الليلة، وشر ما بعدها، اللهم! إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" (28) .
صحيح(م)
· عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال أبو بكر: يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: "قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه (29) قال :قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك".
صحيح (د،ت)
______________________________
(26) في رواية أبي داود: "من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي".
(27) الفالج: داء من الأدواء، والظاهر هنا أنه جرج، والله أعلم.
(28) في رواية: "رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها".
وفي نفس الرواية.. وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: "أصبحنا وأصبح الملك لله".
(29) قال المباركفوري –رحمه الله- الشرك، بكسر الشين، وسكون الراء، أي: ما يدعو إليه من الإشراك بالله، ويروى بفتحتين أي: مصائده وحبائله التي يفتتن بها الناس.

فضل المعوذات والتعوذ بها
· عن عبدالله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا فأدركته فقال: "قل" , فلم أقل شيئًا، ثم قال: "قل" , فلم أقل شيئًا، قال: "قل" , فقلت: ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء" .
إسناده حسن (30) (د، ت، ن)
· وعن عقبة بن عامر الجهني قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في غزوة إذ قال: "يا عقبة قل" , فاستمعت ثم قال: "يا عقبة قل" , فاستمعت فقالها الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال : "قل هو الله أحد"، فقرأ السورة حتى ختمها, ثم قرأ قل أعوذ برب الفلق وقرأت معه حتى ختمها, ثم قرأ قل أعوذ برب الناس فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: "ما تعوذ بمثلهن أحد" .
صحيح (ن)
· وفي رواية: "ما سأل سائل بمثلها ولا استعاذ مستعيذ بمثلها" .
______________________________
(30) وقد ورد نحو هذا الحديث من وجه آخر عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظًا من الوجهين.

حرز أول النهار
· عن نعيم بن همار الغطفاني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال ربكم تبارك وتعالى: ابن آدم صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره" .
حسن(حم)

حرز من السم والسحر
· عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اصطبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل" .
وفي بعض الروايات: "من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتيها" (31) .
صحيح(خ،م)
______________________________
(31) أي: لابتي المدينة، والمراد: ما بين الحرتين، والتمر مقيد بصفة وعدد، أما الصفة فكونه من عجوة العالية، أما العدد فهو سبع تمرات.

تعويذ الصبيان
وقالت امرأة عمران لما وضعت مريم: (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)[آل عمران: 36].
· وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة" .
صحيح (خ)

كفوا صبيانكم عند المساء
· عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان جنح الليل (1) - أو أمسيتم- فكفوا صبيانكم (2) ؛ فإن (3) حينئذٍ. فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب, واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا, وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا (4) آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئًا. وأطفؤا مصابيحكم " (5) .
صحيح (خ،م)
وفي بعض روايات مسلم: "فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابًا ولا يكشف إناءً" .
______________________________
(1) [إذا كان جنح الليل] هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان، وجعل الله -عز وجل- هذه الأسباب أسبابًا للسلامة من إيذائه، فلا يقدر على كشف إناء ولا حل سقاء، ولا فتح باب، ولا إيذاء صبي وغيره، إذا وجدت هذه الأسباب. وجنح الليل، بضم الجيم، كسرها، لغتان مشهورتان، وهو ظلامه، ويقال: أجنح الليل أي: أقبل ظلامه، وأصل الجنوح الميل.
(2) [فكفوا صبيانكم]، أي: امنعوهم من الخروج ذلك الوقت.
(3) [فإن الشيطان ينتشر] أي: جنس الشيطان, وفي رواية: الشياطين"، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذٍ.
(4) خمروا: غطوا.
(5) وفي بعض الروايات عند مسلم: "لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تنبعث.." والفواشي: كل شيء منتشر من المال كالإبل والغنم وسائر البهائم، وفحمة العشاء ظلمتها وسوادها.
وقال بعض العلماء: إن الظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء الفحمة.
قلت: وهذا الحديث من الأحاديث التي غفل عنها وعن العمل بها كثير من صالحي المسلمين فضلاً عن عوامهم، ولو أمعنوا النظر فيه، وأقبلوا على العمل به لنجوا من أخطار كثيرة هم وذرياتهم وأموالهم، ولعافاهم الله في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم فلا يجعلوا للشيطان عليهم سبيلاً، ولا على أولادهم. وفي بعض طرق الحديث: "لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس".

تجنب مواطن الشبهات
· عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي" ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم (1) ،وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا (2) " .
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) في رواية: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم".
(2) وفي رواية: "سوءًا".

ترك النجوى
· قال الله سبحانه و تعالى: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا( (1) [المجادلة:10].
· عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر, حتى تختلطوا بالناس؛ من أجل أن يحزنه" (2) .
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) المراد-والله أعلم- أن هذا التناجي يصدر عن المتناجين بتزيين الشيطان وتسويله لهم بذلك كي يحزن المسلمين الآخرين فيتوهموا إنما وقع التناجي في حقهم، وإنما يدور الحديث في شأنهم، فمن أحس من ذلك شيئًا فليستعذ بالله وليتوكل على الله، فإنه لا يضره شيء بإذن الله .
(2) في رواية في الصحيح: "فإن ذلك يحزنه".

لا تعينوا الشيطان على أخيكم
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب (1) ، قال: "اضربوه" قال أبو هريرة رضي الله عنه فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: "لا تقولوا هكذا، لا تعينوا (2) عليه الشيطان" .
صحيح(خ)
______________________________
(1) أي: قد شرب خمرًا ففي بعض الروايات: "أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران" .
(2) قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-: ووجه عونهم للشيطان بذلك، أن الشيطان يريد بتزيينه له المعصية أن يحصل له الخزي، فإذا دعوا عليه بالخزي فكأنهم قد حصلوا مقصود الشيطان.
قلت: وعند أبي داود زيادة في آخره: "ولكن قولوا: اللهم اغفر له وارحمه".
تعليق: وهكذا ينبغي لكل مؤمن ألا يكون عونًا للشيطان على إخوانه المؤمنين، فإذا زلت قدم أحدهم فليقوموه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، والنصح حق لكل مسلم، والستر من خير الأبواب والمؤمن أخو المؤمن.

ترك قول: "لو" المصحوبة بالاعتراض على القدر
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان" (1) .
صحيح (م)
______________________________
(1) قال النووي _رحمه الله_: قال القاضي عياض: قال بعض العلماء: هذا النهي إنما هو لمن قاله معتقدًا ذلك حتمًا، وأنه لو فعل ذلك لم تصبه قطعًا، فأما من رد ذلك إلى مشيئة الله تعالى بأنه لن يصيبه إلا ما شاء الله فليس من هذا، واستدل بقول أبي بكر رضي الله عنه في الغار: ( لو أن أحدهم رفع رأسه لرآنا).
قال القاضي: وهذا لا حجة فيه؛ لأنه إنما أخبر عن مستقبل، وليس فيه دعوى لرد قدر بعد وقوعه، قال: وكذا جميع ما ذكره البخاري في باب ( ما يجوز من اللو) كحديث: "لولا حدثان عهد قومك بالكفر لأقمت البيت على قواعد إبراهيم"، و"لو كنت راجمًا بغير بينة لرجمتُ هذه"، و"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك" وشبه ذلك لا اعتراض فيه على قدر، فلا كراهة فيه؛ لأنه إنما أخبر عن اعتقاده فيما كان يفعل لولا هذا المانع، وعما هو في قدرته، فأما ما ذهب فليس في قدرته، قال القاضي: فالذي عندي في معنى الحديث أن النهي على ظاهره وعمومه، لكنه نهي تنزيه ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن لو تفتح عمل الشيطان", أي: يلقي في القلب معارضة القدر ويوسوس به الشيطان.. هذا كلام القاضي.
قلت: وقد جاء من استعمال كلمة "لو" في الماضي قوله صلى الله عليه وسلم : "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي"، وغير ذلك، فالظاهر أن النهي إنما هو على إطلاق ذلك فيما لا فائدة فيه فيكون نهي تنزيه لا تحريم، فأما من قاله تأسفًا على ما فات من طاعة الله تعالى أو ما هو متعذر عليه من ذلك ونحو هذا، فلا بأس به، وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث، والله أعلم.

التعوذ بالله عند وسوسة الشياطين والملحدين وترك الاسترسال في التفكير
· وعن أبي هريرةرضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته " (1) .
صحيح (خ, م)
· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم (2) به، قال: "وقد وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان" (3) .
صحيح(م)
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل: آمنت بالله" (4) .
صحيح (م)
وفي رواية: "فليقل آمنت بالله ورسله" .
______________________________
(1) [ فليستعذ بالله ولينته] معناه: إذا عرض له هذا الوسواس، فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغراء، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها، بالاشتغال بغيرها، والله أعلم.
وقال الحافظ بن حجر -رحمه الله-:
[ ولينته] أي: عن الاسترسال في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها.
(2) [ إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم]، أي: يجد أحدنا التكلم به عظيمًا، لاستحالته في حقه سبحانه وتعالى.
(3) [ ذاك صريح الإيمان]، معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققًا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.
(4) [ فليقل آمنت بالله] معناه: الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه، قال الإمام المازري –رحمه الله- : ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال، ولا نظر في إبطالها، قال: والذي يقال في هذا المعنى: إن الخواطر على قسمين، فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت، فهي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها يطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرًا طارئًا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل، إذ لا أصل له ينظر فيه، وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة، فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها، والله أعلم .

التعوذ بالله عند الغضب
· قال الله سبحانه وتعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) [ فصلت: 36].
· عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" . فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلمآنفًا؟ قال: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (1) " . فقال له الرجل: أمجنونًا تراني؟
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) تفسير الاستعاذة: قال ابن كثير- رحمه الله-: والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى، والالتصاق بجانبه من شر كل ذي شر، والعياذة تكون لدفع الشر، واللياذ يكون لطلب جلب الخير كما قال المتنبي:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به ممن أحاذره
لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره


التعوذ عند سماع نباح الكلاب
· عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم نباح الكلاب، ونهيق الحمير من الليل، فتعوذوا بالله؛ فإنها ترى ما لا ترون"
حسن (حم)

التعوذ بالله من الشيطان عند سماع نهيق الحمار
· عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار، فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنها رأت شيطانًا" .
صحيح (خ،م)

طرد الشيطان من البيت
· عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"
صحيح (م)

حرز يحفظ به البيت والطعام من الشيطان
· عن جابر بن عبدالله، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال :أدركتم المبيت والعشاء" .
صحيح(م)

حرز آخر لحفظ الطعام من الشيطان
· عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا لم نضع أيدينا، حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيضع يده، وإنا حضرنا مرة طعامًا، فجاءت جارية كأنها تدفع (1) ، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه. وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده! إن يده في يدي مع يدها".
صحيح (م)
______________________________
(1) في رواية: كأنها( تطرد) يعني: لشدة سرعتها قاله النووي، وعند مسلم رواية من حديث جابر مرفوعًا: "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة؟"
قال النووي -رحمه الله-: فيه التحذير من الشيطان والتنبيه على ملازمته للإنسان في تصرفاته فينبغي أن يتأهب له ويحترز منه، ولا يغتر بما يزينه له

حرز يقوله من نزل منزلاً
· عن خوْلَة بنت حكيم السُّلمية أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء (1) حتى يرتحل منه" .
صحيح (م)
______________________________
(1) قوله صلى الله عليه وسلم : "لا يضره شيء" عام، فيدخل فيه شرور الجن، والإنس، والهوام، والسباع، وغير ذلك

حرز يقوله من سقط عن دابته
· عن رجل (1) قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس (2) الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم، حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
صحيح (حم، د)
______________________________
(1) هذا الرجل صحابي، لقوله: "كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم"، فلا يضر عدم ذكر اسمه.
(2) تعس: أي هلك، ومثل هذا الكلام يوهم أن للشيطان تدخلاً في مثل ذلك. نقلاً من عون المعبود.

رد التثاؤب
· عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان" .
صحيح (خ،م)
وفي رواية لمسلم: "إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم (1) ما استطاع؛ فإن الشيطان يدخل"، وفي رواية: "فليمسك بيده".
______________________________
(1) قال النووي –رحمه الله- : قوله: "فليكظم" الكظم هو الإمساك، قال العلماء: أمر بكظم التثاؤب ورده، ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته، ودخول فمه، وضحكه منه.

ترك الخلوة بالنساء (1)
· عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ".. ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما.." .
صحيح (حم، ابن حميد)
______________________________
(1) اللواتي لسن بمحارم.

حرز يقال عند الجماع
· عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله (1) ، قال: باسم الله، اللهم! جنبنا (2) الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك، لم يضره شيطان أبدًا" (3) .
صحيح (خ،م)
وفي رواية في الصحيح كذلك: "ولم يسلط عليه" .
______________________________
(1) أي يجامع أهله.
(2) في رواية"جنبني".
(3) قيل: المعنى لم يفتنه عن دينه، ويرده إلى الكفر ،وليس المراد عصمته من المعصية، فإن كل بني آدم خطاء، وقيل: لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه، وقيل: المراد لم يطعن في خاصرته عند ولادته.
قلت: ويرد الأخير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مولود يولد إلا ويطعن الشيطان.. إلا ما كان من مريم وابنها". وفي الحديث الإشارة إلى ذكر الله ودعائه والاستعاذة من الشيطان، والتبرك باسم الله، والاستعاذة به من جميع الأسواء وفيه الاستشعار بأنه الميسر لذلك العمل والمعين عليه، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذكر الله.

الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة حرز من الشيطان
· عن أبي مسعود الأنصاري، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كفتاه" (1) .
صحيح (خ،م)
· وعن النعمان بن البشير رضي الله عنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إن الله تبارك وتعالى كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال".
صحيح(ك)
______________________________
(1) قيل في شرح الحديث جملة أقوال، أحدها: أنهما كفتاه شر الشيطان..

حرز عند النوم
· عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات (1) ،ومسح بهما جسده.
صحيح "خ"
______________________________
(1) المراد بالمعوذات هنا: قل هو الله أحد، والمعوذتين .

حرز آخر عند النوم "آية الكرسي"
· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أبا هريرة! ما فعل أسيرك البارحة؟" قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته فخليت سبيله، قال: "أما إنه قد كذبك، وسيعود" ، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود، فرصدته، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟" قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله، قال: "أما إنه قد كذبك، وسيعود" ، فرصدته الثالثة، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم لا تعود ثم تعود, قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان، حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: "ما هي؟" قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح- وكانوا أحرص شيء على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب مذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟" قال: لا. قال: "ذاك شيطان" .
صحيح (خ،ت)

ومن الحروز للرؤيا
· عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره" . فقال: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من جبل. فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث. فما أباليها.
صحيح (خ،م)
وفي رواية: "فليبصق عن يساره حين يهب من نومه ثلاث مرات" .
وفي أخرى: "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" .
وفي ثالثة: "ولا يخبر بها أحدًا. .".
وفي رابعة: "فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس" .
وكل هذه الروايات عند مسلم، وعند غيره أيضًا.
· وفي رواية من طريق أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني، قال: فلقيت أبا قتادة. فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني. حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدًا فإنها لن تضره"
صحيح (خ،م)
· وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنها هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره"
صحيح(خ)
· عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثًا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" .
صحيح (م)
· عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاثة، فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس ".
صحيح (م)

الاستعاذة من تخبط الشيطان عند الموت
· عن أبي اليسر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من التردي، والهدم، والغرق، والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا".
صحيح (ن,د)

اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
· عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا يجعل أحدكم للشيطان شيئًا من صلاته، يرى أن حقًا عليه أن لا ينصرف، إلا عن يمينه، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ينصرف عن يساره.
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) وقد قال الله تبارك وتعالى: ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) [طه: 123].

حاصل الأمر في الرقية وما يدفع به المس، وما يتحصن به العبد مما تقدم يتلخص أن مما يدفع به المس وكيد الشيطان، وما يتحصن به العبد، هو على وجه الإجمال: تقوى الله -سبحانه وتعالى-، وحسن التوكل عليه، ثم الإكثار من ذكر الله -عز وجل-، والالتجاء إليه، والاعتصام به، والتعوذ به-كذلك- من الشيطان الرجيم، والمحافظة على الوضوء والصلاة فرضًا ونفلاً، والمحافظة على الأذكار الموظفة، كأذكار الصباح والمساء، والدخول والخروج، والسور والآيات، وسائر الأذكار، فإن في هذا الشفاء كل الشفاء، وإن طال الأمد واشتد البلاء.

وهذا مزيد مما ورد في الرقية من صحيح الأخبار ومحكم الآيات. العلاج بدعاء الله عز وجل فإن أمر الشفاء كله بيديه، ومن ثم قال الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم: ( وإذا مرضت فهو يشفين( [ الشعراء: 80].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض يدعو له.. قال: "أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا" ، وفي رواية أبي بكر: فدعا له، وقال: "وأنت الشافي" .
صحيح (خ،م)
وقال الله تبارك وتعالى: (وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو(. [يونس:107].
وقال الله تبارك وتعالى: ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ) [ الزمر:38].
وقال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) [ غافر: 60].
وقال سبحانه: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) [ البقرة:186].
· وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إني أصرع ،وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة (1) ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك" (2) . قالت: أصبر.. قالت: فإني أتكشف, فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها.
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) فيه عزاء وتسلية للمبتلى، الذي طال سقمه وبلاؤه، فقد يطول البلاء بشخص، والله سبحانه وتعالى يدخر له الأجر، وجميل الثواب..
(2) قال الحافظ بن حجر –رحمه الله تعالى- "فتح الباري": وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله، أنجح وأنفع من العلاج بالعقاقير، وأن تأثير ذلك، وانفعال البدن عنه، أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجح بأمرين:
أحدهما: من جهة العليل، وهو صدق القصد.
والآخر: من جهة المداوي، وهو قوة توجهه، وقوة قلبه، بالتقوى والتوكل على الله، والله أعلم.

وقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم فما كان منه إلا الدعاء الكثير المتواصل
· عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق. يقال له لبيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء، وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة، دعا رسول الله ثم دعا، ثم دعا، ثم قال: "يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي، أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب (1) ،قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة (2) ،قال: وجب (3) طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان " (4) .
قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه، ثم قال: "يا عائشة! والله لكان ماءها نقاعة الحناء (5) ، ولكأن نخلها رؤس الشياطين" .
قالت : فقلت: يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ قال: "لا. أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرًا، فأمرت بها فدفنت" .
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) مطبوب : مسحور.
(2) المشاطة: هي الشعر المتساقط من الرأس واللحية عند تسريحهما .
(3) الجب: هو الوعاء، يعني وعاء طلع النخل، وهو الغشاء الذي يكون عليه.
(4) ذي أروان: ورد أيضًا "ذروان" هي بئر بالمدينة في بستان بني زريق.
(5) نقاعة الحناء: هي الماء الذي نقعت فيه الحناء.

الرقية وطرد الشيطان ببعض سور الكتاب العزيز
وابتداًء بالقرآن كله شفاء.. قال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) [ يونس:57]. وقال تعالى: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) [ الإسراء: 82].
إلا أن هناك بعض السور أبلغ من بعض في هذا الباب فمن ذلك ما يلي:

سورة البقرة
تقدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"
صحيح (م)
· عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين (1) : البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان (2) ، أو كأنهما فرقان من طير صواف (3) تحاجان عن أصحابهما (4) . اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها (5) البطلة" .
صحيح (م)
قال معاوية -وهو أحد الرواة-: بلغني أن البطلة: السحرة.
وتقدم أيضًا ما ورد في فضل آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وكيف أنهما حرز من الشيطان.
______________________________
(1) [الزهراوين]: سميتا الزهراوين لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أجرهما.
(2) [ كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان] قال أهل اللغة: الغمامة والغيابة: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، سحابة وغبرة وغيرهما، قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين.
(3) [ كأنهما فرقان من طير صواف] وفي الرواية الأخرى: كأنهما حزقان من طير صواف، الفرقان والحزقان، معناهما واحد، وهما: قطيعان وجماعتان، وقوله: من طير صواف، جمع صافة، وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء.
(4) [ تحاجان عن أصحابهما] أي: تدافعان الجحيم والزبانية، وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة.
(5) [ولا تستطيعها] أي: لا يقدر على تحصيلها. نقلاً من حاشية مسلم، انظر في محمد فؤاد.

الرقية بالمعوذات
أما المعوذات فشأنها عظيم، فلا ينبغي العدول عنها، بل يلزم الإكثار منها، وقد تقدم شيء من فضلها، ومما ورد في شأنها أيضًا:
· حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت اقرأ عليه، وأمسح عنه، بيده، رجاء بركتها.
صحيح (خ،م)
· وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله، نفث (1) عليه بالمعوذات, فلما مرض مرضه الذي مات فيه، جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي.
صحيح (خ،م)
· وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس" .
صحيح (م)
______________________________
(1) النفث: نفخ لطيف بلا ريق .

الرقية بفاتحة الكتاب
· عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم: هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب. فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ الرجل، فأعطي قطيعًا (1) من غنم، فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له, فقال: يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم، وقال: "وما أدراك أنها رقية؟" . ثم قال (2) : "خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم" .
صحيح (خ،م)
______________________________
(1) في رواية: "فأعطوه غنمًا، وسقونا لبنًا" .
(2) في رواية: "اقسموا واضربوا لي بسهم معكم".

صور أخرى من الرقى
· عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي بهذه الرقية "أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت" .
صحيح (خ،م)
· وعنها رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا اشتكى منا إنسان، مسحه بيمينه، ثم قال: "أذهب البأس، رب الناس ،واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا (1) "
فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل: أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي. ثم قال: "اللهم! اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى" .
قالت: فذهبت أنظر، فإذا هو قضى.
صحيح (م)
· وعن عبدالعزيز قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا.
صحيح(خ)
· عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعه: "باسم الله، تربة أرضنا، بريقة (2) بعضنا ليشفى به سقيمنا، بإذن ربنا"
صحيح (خ،م)
وفي رواية : "ليُشفى سقيمنا" .
· عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا، يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (3)
صحيح (م)
______________________________
(1) لا يغادر: لا يترك.
(2) [أرضنا بريقة] قال جمهور العلماء: المراد بأرضنا هنا، جملة الأرض، وقيل: أرض المدينة خاصة لبركتها، والريقة أقل من الريق، ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح، أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح.
(3) أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عثمان بن أبي العاص، قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ابن أبي العاص؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال: "ما جاء بك؟" قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي، قال: "ذاك شيطان ادنه"، فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: "اخرج عدو الله" ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: "الحق بعملك". قال: فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد..

رقية جبريل عليه السلام
· عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل، قال: باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين.
صحيح(خ،م)
· عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! اشتكيت؟ فقال: "نعم" ، قال: باسم الله أرقيك, من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسدٍ الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
صحيح(م)

الرقية من العين
· عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين.
صحيح(خ,م)
· عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين (1) ، وإذا استغسلتم فاغسلوا" .
· عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول: رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس: "مالي أرى أجسام بني أخي (2) ضارعة (3) تصيبهم الحاجة"، قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال: "ارقيهم"، قالت: فعرضت عليه، فقال: "ارقيهم".
· عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، رأى بوجهها سفعة (4) ، فقال: "بها نظرة (5) ،فاسترقوا لها" يعني: بوجهها صفرة.
______________________________
(1) [ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين] فيه إثبات القدر، وهو حق، بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه: أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين، ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين، وإنها قوية الضرر.
(2) يعني أبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
(3) ضارعة: أي نحيفة.
(4) [السفعة] قد فسرها في الحديث بالصفرة، وقيل: سواد، وقال ابن قتيبة: هي لون يخالف لون الوجه.
(5) [نظرة] النظرة هي: العين، أي: أصابتها عين، وقيل: هي المس أي مس الشيطان.

طلب الاغتسال من العائن وصب الماء على المصاب
تقد م حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: "إذا استغسلتم فاغتسلوا" .
عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة!! فلبط سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل ابن حنيف، والله ما يرفع رأسه (1) ، فقال: "هل تتهمون أحدًا؟" قالوا: نتهم عامر بن ربيعة، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرًا فتغيظ عليه، وقال: "علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت (2) ؟ اغتسل له". فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس.
صحيح لغيره (حم,ن,جه)
وفي رواية أن عامر بن ربيعة قال: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، قال: فوعك سهل مكانه، واشتد وعكه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلاً وعك، وأنه غير رائح معك يا رسول الله..
______________________________
(1) في رواية: "والله ما يرفع رأسه وما يفيق"، وفي رواية: "أدرك سهلاً صريعًا".
(2) وفي رواية: "إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة".

الرقية من ذوات السموم
· عن أنس رضي الله عنه قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين، والحمة (1) ، والنملة (2) .
صحيح(م)
· عن عبدالرحمن ابن الأسود وعن أبيه، قال: سألت عائشة عن الرقية؟ فقالت: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيت من الأنصار، في الرقية، من كل ذي حمة.
صحيح(خ,م)
وعمومًا.. فقد ورد في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رُقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" .
صحيح(م)
· وعن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوها عليه. فقال: "ما أرى بأسًا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" .
صحيح(م)
· وفي رواية عن جابر رضي الله عنه قال: أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو، قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبدالله يقول: لدغت رجلاً منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله! أرقي؟ قال: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل" .
صحيح(م)
· وفي رواية أخرى عنه أيضًا رضي الله عنه قال: كان لي خال يرقي من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال: فأتاه فقال: يا رسول الله! إنك نهيت عن الرقى، وأنا أرقي من العقرب، فقال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" .
______________________________
(1) الحمة: المراد بها هنا ذوات السموم.
(2) النملة :قروح تخرج من الجنب.

التحذير من إتيان السحرة والكهان وبيان كذبهم
قال الله تبارك وتعالى: (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) [ البقرة:102].
وقال سبحانه: ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) [البقرة:102].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة" .
صحيح(م)
· وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الملائكة تتحدث في العنان، -والعنان: الغمام -بالأمر يكون في الأرض، فتستمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة" .
صحيح(خ)

الإكثار من الاستغفار
فالبلايا والمصائب تنزل وتحل بسبب الذنوب في كثير من الأحيان، كما قال تعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) [ الشورى:30].
والاستغفار يدفع هذه المصائب والبلايا، كما قال تعالى: ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) [ الأنفال:33].
وقال هود عليه السلام لقومه: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) [هود:52].
فجدير بكل من وقع في بلاء أو فتنة أن يكثر من الاستغفار والتضرع، حتى يدفع الله عنه البلاء والفتن، فقد قال تعالى: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) [الأنعام:43]. وكذلك فلترد المظالم إلى العباد، فدعوة المظلوم تستجاب، وتجلب البلاء.

فضل حسبنا الله ونعم الوكيل
قال الله تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوَهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [ آل عمران: 173-175].
وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) [آل عمران: 173].
فحسبنا الله ونعم الوكيل تكفي من كل شيء سواء من أذى ظاهر أو من عدو خفي، أو من شر حاسد، أو إضلال شيطان، أو غير ذلك.

وختامًا
فالاعتصام بالله والالتجاء إليه، والتعوذ به وذكره، وتلاوة كتابه وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، واتباع رسله، ذلك رأس كل خير، والدافع لكل شر، قال الله تعالى: ( ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم)[ آل عمران: 101]. وقال سبحانه: ( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون) [ الزمر:38].
عصمنا الله والمسلمين والمسلمات، من كل مكروه وسوء، وحفظ علينا ربنا ديننا وإيماننا، وجمعنا الله بنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد التي أعدت للمتقين.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه أبو عبد الله/ مصطفى العدوي
منقول من موقع الرقية الشرعية

القول المبين واليقين في الاستعانة بالجن

( && القول المبين واليقين للشيخ أبي عبيدة مشهور سلمان في الاستعانة بالجن && ) !!!


الإخوة الإدارة ومشرفي وأعضاء وزوار منتدى الرقية الشرعية / حفظهم الله ورعاهم

يخرج علينا بين الفينة والأخرى من يتكلم عن مسألة الاستعانة منتصراً لرأيه لا منتصراً للشريعة وعلماء الأمة الأجلاء ، وقد تكلم الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل حسن في هذه المسألة فأوجز وأبدع ونقل الخلاصة في هذه المسألة على النحو التالي فقال :

السؤال 174 : رجل يدعي الرقيا، ويقول إنه يحكم على مملكة من الجن، وذلك باستخدام الناظر، وهناك من طلبة العلم من يفتي له بذلك، محتجاً بكلام لابن تيمية، أرجو إيضاح المسألة وما هو حكم الاستعانة بالجن ؟؟؟

الجواب : ( إن طالب العلم إن أخذ الجواب عن المسائل التي يكثر السؤال عنها، فينبغي أن تكون له ميزة وخصيصة، وهي لماذا وقع الخلاف، فتحرير سبب الخلاف في المسائل، والنظر إلى الأدلة، والوقوف على منشأ الخلاف إن وقع في المسألة من الأمور المهمة، وكذا على طالب العلم أن يراعي اختلاف العلماء والفقهاء، ولذا قال بعض السلف، كقتادة : (( من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم يشم أنفه رائحة الفقه )) .

وليس الفقه – كما قال بعض السلف- أن تقول: حرام، حرام، فهذا يحسنه كل أحد، ولكن الفقه أن تدل الناس كيف يخرجون من الحرام ،وطالب العلم ينبغي أن يكون له نصيب من الفقه، وينبغي أن يكون حاضراً عارفاً بما يجري بين الناس وعلى ألسنتهم والمسائل التي هم منشغلون بها، ويزنها بميزان الشرع، ويعطيها من اهتماماته بحيث يجيب بحق وعدل .

ومسألة الجن مسألة تشبه تحضير الأرواح، مسألة موسمية، تأتي على الأمة هبات هبات، وموجات موجات، ينشغل بها أفراد ثم تموت ثم تحيا ثم تموت وهكذا، وهي كغيرها من المسائل ، الناس فيها بين متساهل وغالٍ، والحق وسط بين الجافي عنه، والغالي فيه، فمنهم من ينكر التلبس، وينكر العلاج وأن يكون له أثر، وهذا خطأ، ومنهم من يغالي في التلبس والعلاج، حتى أنه يكاد يعزو الأمراض العضوية التي لها تشخيص طبي معروف إلى الجن، والصنفان موجودان على مستوى العامة ،وعلى مسنوى العلماء، ويبقى الحق وسط بين الجافي عنه والغالي فيه .

وبعض الناس ممن يعالج هداهم الله، في الحقيقة هو ثلاثة أرباع مشعوذ، وإن كان ظاهره من أهل السنة، يقول: أنا أمشي ومعي ستين ألف حرس، فهذا دجل، ودخلت عليه هذه الأشياء دون أن يعلم .

والجن الأصل فيهم أنهم غائبون وأن لهم عالماً غير العالم الذي نحن فيه، وفعل جنّ معناه : ستر وغاب، والعرب تقول جنة إذا غابت أرضها بالخضرة، ومجنون إذا غاب العقل ، وجنين إذا غاب الولد في بطن أمه، ورجحن : إذا غاب صدر حامله، فالجن عالم موجود لا تدركه العقول، وإنما دور العقل أن يتلقى من المصدر الذي فيه عصمة، وهو الكتاب والسنة، فلا يقبل القياس، ولا يقبل التجربة .

فربنا أخبرنا عن الجن، والنبي أخبرنا عن الجن، فأصبح الإيمان بالجن من عقائدنا بالجملة، ومنكره يخشى عليه من الكفر .

وأما التفصيل، فيعرض على الكتاب والسنة، فواحد يقول لك: أنا أتحكم بالجن، تقول له: أنت كذاب ، لماذا؟ ما الميزة التي أعطيتها ؟

والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه شيطان، كما ثبت في الصحيح وكاد أن يقطع عليه صلاته، فربطه باسطوانة المسجد، وتذكر دعاء سليمان عليه السلام، { رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي } فتركه .

والجن ملل ونحل، كما أخبر القرآن عنهم : { كنا طرائق قدداً } ففيهم اليهودي والنصراني والمسلم، وفيهم المسلم السني، وفيهم المسلم المعتزلي، وهكذا.

والجني في شرع الله وسنته الكونية، أنه غائب عنا، وإن كانت له صلة بنا، فنعامله معاملة الشرع، فلو جاء الجن، وألقى علينا السلام الآن نرد عليه، فلو سأل أجبناه بشرع الله، وزعم بعض علماء القرن الماضي، وهو من غلاة الصوفية واسمه الشعراني، أن الجن كانوا يأتوه ويسألوه، وألف كتاباً طبع في مصر، سماه "كشف الران عن أسئلة الجان" .

والجن إن جاء الإنسي فتلبسه فهو ظالم له ، معتد عليه فلا يصدق، فهذا الذي يزعم أنه يعالج عن طريق الرائي، ويدخل الجني جسم الإنسان ، هذا فيه ظلم للإنسي، وفيه معتد من قبل الجني للإنسي ، والجني يدخل بدن الإنسان ، ويوجد فضاء في جسم الإنسان وأنا أفهم من ظاهر قول الله – وأنا ظاهري والحمد لله على النصوص الشرعية ولا أحيد عنها ومأخذي على ابن حزم وغيره – أنهم قالوا بظاهر النص وتركوا ظواهر أقوى منها، فلو كانوا ظاهرين فيها لما أخطأوا ، فربنا يقول : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس }، فالذي يأكل الربا ممسوس، هكذا ربنا يقول، وثبت في حديث جابر في صحيح مسلم : { إذا تثاءب أحدكم فليغطي فاه، فإن الشيطان يدخل }، فماذا بقي بعد هذا؟ فدخول الجني داخل الإنسي حاصل، وربنا يقول : {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض شيطان فهو له قرين } .

ونحن نتعامل مع الجني وفق الشريعة والشريعة عامة للجن والإنس، وهذا الذي جوزه شيخ الإسلام، لكن أن أتقصد وأعزم وأتمتم وأستدعي وأستحضر الجن، فهذا غير مشروع، فنتعامل معه وفق الشرع، فإن جائنا ودلنا على خير قبلناه بعض عرضه على الشريعة، أما الذين يعالجون يجعلون أخبار الجن كأخبار القرآن ويتلقونها ويتلقفونها، كأنها بديهيات ومسلمات، وأسند ابن عبدالبر عند سعيد بن المسيب قال : ( ما لا يعرفه أهل بدر فليس من دين الله )، والنبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر أصحابه بالرقيا، فاجتمع فعله وأمره وإقراره على جواز الرقيا، فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي هؤلاء مشروعة لأخبر الله تعالى لنبيه يوم سحرته يهود .

ولما رأينا أنه لم يؤثر ذلك، لا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحبه والمقتضى قائم وموجود، علمنا أن هذا ليس من الشرع .

فالناس اليوم، والراقون يعالجون بالقرآن ويقرأون القرآن، يعلقون قلوبهم بهم، فكيف لو علم الناس أن مع هؤلاء جن؟ فلو جاز التعامل مع الجن ينبغي حسم هذا الأمر حتى تبقى القلوب معلقة بالله عز وجل، لأن في هذا فتح باب خرافة، وسيلج هذا الموحد وغير الموحد .

والجن ما أدرانا وهو عنا غائب ولا يجوز أن نوثقه ولا أن نعتد بخبره، والجن فيما يظهر من جملة أخبار أنهم معمرون، أرأيت لو أن جنياً قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا، هل نقبل حديثه؟ لا، إلا إن كنا أصحاب خرافة، كما فعل بعض الخرافيين هذه الأيام، فألف كتاباً سماه "مسند الجن" يروي فيه عن مشايخ الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخباراً، وهذه خرافة، فتحت باباً فيه خطورة وظهرت له بعض الآثار عند بعض المنشغلين بالعلم، لكن لا يعرف ذلك إلا من نظر في بطون الكتب ، ففتحت باب: التصحيح والتضعيف الكشفي، بل زعم بعضهم أن النبي يأتيه، وفي خرافة عالجها شيخ الإسلام وهي خرافة أن مع كل ولي خضراً، ويقول ابن تيمية رحمه الله، أن هذا في حقيقة أمره جني يكذب عليهم ويدجل ويفتري على أتباعه .

لذا بما أن المقتضى قائم لاستخدام الجن في العلاج، وكانت العين والسحر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورقى رسول الله ورقي، وأقر الرقيا، ولم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين كامل، فالأصل أن لا نستخدم الجن في شيء، لأن هذا الذي سيستخدم ما أدرانا أنه صالح، فما أدرانا أنه لم يظهر هذا الصلاح من باب الاستدراج ،حتى يوقع هؤلاء الناس بالشرك، ولو افترضنا أنه ليس كذلك فما أدرانا أنه سيبقى على صلاحه؟ وما المانع أن يتحول ويصبح فيما بعد من المرتدين الضالين ،فمن أين علمنا صلاحه وأنه مؤمن تقي، وهو في أصله متعد على الإنسي، ظالم له .

فالرقيا الشرعية تكون دون الاستعانة بالجن المسلم وكلام شيخ الإسلام رحمه الله إنما هو محصور في الجني الذي يأتي للإنسي ويعرض عليه خدمة أو يعرض عليه خبراً، فيمتحن فإن كان كذلك فالحمد لله ، فبيننا وبينه دين الله .
منقول من موقع الرقية الشرعية

إمكانية اختطاف وقتل الجن والشياطين للإنس

( && إمكانية اختطاف وقتل الجن والشياطين للإنس && ) !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

قد يتساءل البعض عن إمكانية أو قدرة الجن والشياطين على القتل أو الاختطاف لأماكن مقفرة أو بعيدة ، ومن خلال تتبع النصوص القرآنية والحديثية يخلص المرء إلى إمكانية حصول ذلك فعلا ، وقد وقـع من ذلك شيء في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت من حديث فتى غزوة الخندق الذي كان حديث عهد بعرس فقتلته الجن ، وكذلك ما روي في سيرة سعد بن عبادة عندما بال في نفق فقتلته الجن 0

وفي حديث الإمام مسلم شاهد قوي على ذلك ، فقد ورد في صحيحه أنه قال :

( حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى عن داوود عن عامر قال : سألت علقمة : هل كان ابن مسعود – رضي الله عنه – شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال : لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير – استطير الشيء : أي طير – لسان العرب - أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال : فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما ، وكل بعرة علفت لدوابكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة ( 150 ) - برقم ( 450 ) ، والترمذي في سننه – أبواب تفسير القرآن ( 46 ) - برقم ( 3488 ) ، أنظر صحيح الترمذي 2596 ) 0

قال النووي : ( قوله " استطير أو اغتيل " معنى استطير طارت به الجن ، ومعنى اغتيل قتل سرا ، والغيلة بكسر الغين هي القتل في خفية ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 4 ، 5 ، 6 / 127 ) 0

ذكر موفق الدين المقدسي في كتابه ( المغني ) ، ورتب عليه حكما فقهيا في أحكام المفقود الغائب عن زوجته وأحواله هو :

ما ذكره الأثرم والجوزجاني بإسنادهما عن عبيد بن عمير قال : ( فقد رجل في عهد عمر ، فجاءت امرأته إلى عمر ، فذكرت ذلك له ، فقال : انطلقي ، فتربصي أربع سنين ، ففعلت ثم أتته فقال : انطلقي فاعتدي أربعة أشهر وعشرا 0 ففعلت ثم أتته 0 فقال : أين ولي هذا الرجل ؟ فقال : طلقها ففعل 0 فقال لها عمر : انطلقي فتزوجي من شئت 0
فتزوجت ، ثم جاء زوجها الأول ، فقال له عمر : أين كنت ؟ قال يا أمير المؤمنين استهوتني الشياطين ، فوالله ما أدري في أي أرض الله كنت ، عند قوم يستعبدونني ، حتى اغتزاهم منهم قوم مسلمون ، فكنت فيما غنموه ، فقالوا لي : أنت رجل من الإنس وهؤلاء من الجن ، فمالك ولهم ؟ فأخبرتهم خبري 0 فقالوا : بأي أرض الله تحب أن تصبح ؟ قلت المدينة هي أرضي 0
فأصبحت وأنا أنظر إلى الحرة 0 فخيره عمر إن شاء امرأته وإن شاء الصداق ، فأختار الصداق ، وقال : قد حبلت لا حاجة لي فيها ) ( المغني - 9 / 133 - 134 - قال أحمد : يروى عن عمر من ثلاثة وجوه ، ولم يعرف في الصحابة له مخالف ، وقد أورده ابن أبي الدنيا عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، ورواه الدارقطني في سننه مختصرا عن أبي عثمان - باب المهر - الجزء الثالث - حديث رقم ( 254 ) وقال في التعليق المغني على الدارقطني : الحديث رواه أبو شيبة في مصنفه في كتاب النكاح عن يحيى بن جعدة ، وروى عبدالرزاق في مصنفه عن مجاهد بنحو ذلك الحديث – وقد أخرجه البيهقي – 7 / 445 – 446 ، بسند صحيح من طريق قتادة عن أبي نضرة ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، أنظر منار السبيل – 2 / 88 ، وصحح اسناد القصة الألباني في " الإرواء " – 6 / 150 – برقم 1709 ) 0

قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : ( والجن تخطف كثيراً من الإنس وتغيبه عن أبصار الناس وتطير به في الهواء ، وقد باشرنا من هذه الأمور ما يطول وصفه ) ( مجموعة الرسائل الكبرى – 2 / 307 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( ونحن نعرف كثيراً من هؤلاء في زماننا وغير زماننا ، مثل شخص هو الآن بدمشق كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق ، فيجيء من الهواء إلى طاقة البيت الذي فيه الناس ، فيدخل وهم يرونه ، ويجيء بالليل إلى باب الصغير فيعبر منه هو ورفقته وهو من أفجر الناس ، وآخر كان بالشويك في قرية يقال لها الشاهدة يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه وكان شيطان يحمله وكان يقطع الطريق ) ( مجموع الفتاوى - 35 / 112 ) 0

قال الذهبي في شرح سيرة سعد بن عبادة :

( قال الأصمعي : حدثنا سلمة بن بلال ، عن أبي رجاء قال : قتل سعد بن عبادة بالشام ، رمته الجن بحوران 0
قال الذهبي : ( قال الواقدي : حدثنا يحيى بن عبدالعزيز ، من ولد سعد ، عن أبيه قال : توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر 0 فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان قائلا من بئر يقول :
( قد ) قتلنا سيد الخــز رج سعد بن عبــادة
( و ) رمينـاه بسهميـ ـن فلم نخط فــؤاده

فذعر الغلمان ، فحفظ ذلك اليوم ، فوجدوه اليوم الذي مات فيه 0
وإنما جلس يبول في نفق ، فمات من ساعته ، ووجدوه قد اخضر جلده ) ( سير أعلام النبلاء – 1 / 278 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مضعفاً حادثة قتل سعد بن عبادة : ( وقد رويَ أن الجن قتلته ) ( منهاج السنة النبوية – 8 / 581 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – عن إسناد قصة موت سعد بن عبادة – رضي الله عنه - : ( لا يصح ، على أنه مشهور عند المؤرخين ، حتى قال ابن عبدالبر في " الاستيعاب " ( 2 / 599 ) : ولم يختلفوا أنه وجد ميتاً في مغتسله ، وقد اخضرّ جسده 0
ولكني لم أجد له إسناداً صحيحاً على طريقة المحدثين ؛ فقد أخرجه ابن عساكر ( ج 7 / 63 / 2 ) عن ابن سيرين مرسلاً ، ورجاله ثقات ، وعن محمد بن عائذ ثنا عبد الأعلى به ، وهذا مع إعضاله ؛ فعبد الأعلى لم أعرفه ) ( إرواء الغليل – 1 / 94 ، 95 – برقم 56 ) 0

ولكن شيخ الإسلام – رحمه الله – أكد على حقيقة قدرة الجن والشياطين وإمكانية قتل الإنسان بقوله : ( وكثير من الناس قتلته الجن ) ( النبوات لشيخ الإسلام – ص 399 ) 0

وقد تكون الحكمة من نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم البول في الجحر أنها مساكن الجن روى النسائي بسنده عن قتادة عن عبدالله بن سرجس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يبولن أحدكم في جحر ) 0 قالوا لقتادة : وما يكره البول في الجحر ؟ قال : يقال إنها مساكن الجن ) ( ضعيف الجامع 6003 ) 0

وقد أورد الشيخ الألباني - رحمه الله - هذا الحديث في ضعيف أبي داوود وضعيف النسائي ، وذكر في صحيح الترغيب والترهيب الطبعة الأولى بأنه حديث صحيح ، وبعد البحث والتقصي تبين أن الشيخ الفاضل رجع عن تصحيحه لهذا الحديث كما ورد في الطبعة الثالثة من صحيح الترغيب والترهيب حيث أسقط الحديث وهذا يعني ثبوت ضعفه لدى الشيخ - حفظه الله - ونفع الله به الأمة الإسلامية 0

قلت : ومع ثبوت ضعف الحديث آنف الذكر إلا أن معناه صحيح ، فقد تكون تلك الجحور مأوى للحيات والعقارب ونحو ذلك ، وقد يتأذى الإنسان من البول في هذه الأماكن لوجود تلك الهوام فيها ، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار أن بعض الحيات قد تكون نوعا من أنواع الجن التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، والله تعالى أعلم 0

وأما إمكانية الاختطاف فواقعة الحصول أيضا ، كما مر معنا آنفا ، وقد يتخذ الأمر وجهين مختلفين :

الأول : أن يتم ذلك الأمر دون تشكلهم بالإنسان ونحوه ، وقد يحصل أن يحملوا أولياءهم ومحبيهم وأية أمور عينية أخرى ، من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد ، وقد أشار الحق تبارك وتعالى عن ذلك في محكم كتابه قائلا : ( قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ ) ( سورة النمل – الآية 39 ) 0

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية : ( العفريت هو القوي النشيط جدا – يقول : والظاهر أن سليمان إذ ذاك في الشام ، فيكون بينه وبين سبأ نحو مسيرة أربعة أشهر شهران ذهابا وشهران إيابا، ومع ذلك يقول هذا العفريت : أنا ألتزم بالمجيء به على كبره وثقله وبعده قبل أن تقوم من مجلسك الذي أنت فيه ) ( تيسير الكريم الرحمن – باختصار - 5 / 579 ) 0

قال الشبلي الحنفي – رحمه الله - : ( لا شك أن الله تعالى أقدر الجن على قطع المسافة الطويلة في الزمن القصير بدليل قوله تعالى : ( قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) " سورة النمب – الأية 39 " ) ( نقلاً عن كتاب " وقاية الإنسان من السحر والجان والشيطان " – لأبي محمد جمال بن محمد بن الشامي – ص 66 ) 0

فإن كانت للجن والشياطين القدرة الخارقة على فعل ذلك ، فمن باب أولى القدرة على خطف إنسان ونحوه إلى حيث يريدون 0

وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول :

( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

ومن هنا تتضح قدرة الجن والشياطين على الطيران بالإنسان على خلقتهم التي خلقوا عليها دون رؤيتهم على حقيقتهم وإنما مشاهدة أثر ذلك 0

الثاني : أن يتم الاختطاف بعد تشكلهم بالإنسان ونحوه 0

وقد حصل من ذلك الكثير ونقل بالتواتر ، فأصبح الأمر مقبولا عقلا ونقلا والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية اختطاف الجن للإنس فأجاب - حفظه الله - :-

( يمكن ذلك فقد اشتهر أن سعد بن عبادة قتلته الجن لما بال في جحر فيه منزلهم فقالوا : نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهم فلم نخطئ فؤاده ، ووقع في خلافة عمر أن رجلا اختطفته الجن وبقي أربع سنين ثم جاء وأخبر أن جنا من المشركين اختطفوه فبقي عندهم أسيرا فغزاهم جن مسلمون فهزموهم وردوه إلى أهله 0 ذكر ذلك في منار السبيل وغيره ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية – ص 203 ) 0

أسأل الله سبحانه وتعالى بفضله ومنه وكرمه أن يقينا شياطين الإنس والجن ، وأن لا يجعل لهم إلينا طريقاً ولا سبيلا ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية
منقول من موقع الرقية الشرعية

وصايا وإرشادات نبوية كريمة للحفظ من الشيطان ومكره

( && وصايا وإرشادات نبوية كريمة للحفظ من الشيطان ومكره && ) !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

لا بد للمؤمن من التيقن أن عداوة الشيطان للإنسان عداوة أزلية منذ آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) ( سورة فاطر – الآية 6 ) ، ولا بد للمؤمن العاقل أن يحذر ويعلم أنه مستهدف من قبل الشيطان وأتباعه ، فيحرص على التمسك بهدي رسول الله e للاعتصام من الشيطان ودسائسه ، وتلك بعض الوصايا النبوية القيمة لوقاية الإنسان وحفظه بإذن الله تعالى أوجزها بالآتي :

1)- لا تسافر إلا مع جماعة أقلها ثلاثة :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الواحد شيطان ، والاثنان شيطانان ، والثلاثة ركب ) ( صحيح الجامع 7144 ) 0

قال المناوي : ( يعني أن الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان أي شيء يحمله عليه الشيطان وكذا الركبان وهو حث على اجتماع الرفقة في السفر ذكره ابن الأثير ) ( فيض القدير – 6 / 371 ) 0

وبالعموم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخلوة في غير السفر كما ثبت في أحاديث عدة 0

2)- لا تجلس بين الضح والظل :

عن رجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( نهى أن يجلس بين الضح والظل ، وقال : مجلس الشيطان ) ( السلسلة الصحيحة - 883 ) 0

قال ابن منظور : ( وفي الحديث : لا يقعدن أحدكم بين الضح والظل فإنه مقعد الشيطان أي نصفه في الشمس ونصفه في الظل - لسان العرب - 2 / 524 ) 0

قال المناوي : ( لأنه ظلم للبدن حيث فاضل بين أبعاضه وهذا من كمال محبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام للعدل أن أمر به حتى في حق الإنسان مع نفسه قال ابن القيم وفيه تنبيه على منع النوم بينهما فإنه رديء ) ( فيض القدير - 6 / 342 ) 0

قال الدكتور عبدالرزاق الكيلاني : ( لا يستقيم أمر البدن إلا إذا سار على وتيرة واحدة في جميع أعضائه ، إما أن يشرق إحداها ويغرب الآخر ، فشتان بين مشرق ومغرب ، وإما أن يشد أحدها إلى اليمين والآخر إلى الشمال ، فماذا يحدث للبدن عندئذ ؟ في ضوء الشمس عدا الأشعة المرئية أشعة أخرى غير مرئية كثيرة ، منها الأشعة فوق البنفسجية ، التي تحمر الجلد وتبيغه ، ومنها الأشعة تحت الحمراء ، التي تسخن الأعضاء التي تقع عليها وتبعث فيها الدفء والحرارة ، فإذا حدث ذلك في جزء من البدن دون الجزء الآخر ، دونما حاجة إلى ذلك ، تشوش الدوران واضطربت وظائف الأعضاء 0
قد نلجأ إلى تسليط الأشعة تحت الحمراء على أماكن محددة من الجسم بقصد المعالجة ، كتسليطها على مكان مصاب بالرثية البردية : ( الروماتيزم الناشئ عن البرد ) أو على اللقوة البردية ، وقد نسلط الأشعة فوق البنفسجية على بقعة مصابة بالثعلبة أو بداء الصدف ، بقصد المعالجة ، أما بدون حاجة إليها ، فإنها تضر بدلا من أن تنفع ، كمن يتنـاول الدواء بدون إصابته بالداء ، وهكذا الجلوس بين الظل والشمس ، يجعل بعض الجسم تحت تأثير الأشعة المحمرة والملهبة ، وبعضه الآخر بعيدا عنها ، فيحدث ما لا تحمد عقباه ، درهم وقاية خير من قنطار علاج ) ( الحقائق الطبية في الإسلام – ص 160 ) 0

3)- اتق فتنة النساء :

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) ( صحيح الجامع 6690 ) 0

قال المناوي : ( " المرأة عورة " أي موصوفة بهذه الصفة ومن هذه صفته فحقه أن يستر والمعنى أنه يستقبح تبرزها وظهورها للرجل والعورة سوءة الإنسان وكل ما يستحى منه ؟ كني بها عن وجوب الاستتار في حقها قال ابن الكمال فلا حاجة إلى أن يقال هو خبر بمعنى الأمر في الصحاح والعورة كل خلل يتخوف منه وقال القاضي العورة كل ما يستحى من إظهاره وأصلها من العار وهو المذمة " فإذا خرجت " من خدرها " استشرفها الشيطان " يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع إحداهما أو كلاهما في الفتنة أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه بمعنى أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها والاستشراف فعلهم لكن أسند إلى الشيطان لما أشرب في قلوبهم من الفجور ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه ذكره القاضي وقال الطيبي هذا كله خارج عن المقصود والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها حبائله وأعظم فخوخه وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر ) ( فيض القدير – 6 / 266 ) 0

4)- إن كنت راكبا فاخلو بسيرك بالله وذكره :

عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره ، إلا كان ردفه ملك ، ولا يخلو بشعر ونحوه ، إلا كان ردفه شيطان ) ( صحيح الجامع 5706 ) 0

قال ابن منظور : ( الردف : ما تبع الشيء 0 وكل شيء تبع شيئا ، فهو ردفه ، وإذا تتابع شيء خلف شيء فهو الترادف ، والجمع الردافى - لسان العرب - 9 / 114 ) 0

قال المناوي : ( " ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك " أي ركب معه خلفه " ولا يخلو بشعر ونحوه " كحكايات مضحكة وبحث في علوم غير شرعية وغيبة ونميمة " إلا كان ردفه شيطان " لأن القلب الخالي من ذكر الله محل استقرار الشيطان 0 وجاء في بعض الأخبار أن قرآن الشيطان الشعر ومؤذنه المزمار والكلام في الشعر المذموم ) ( فيض القدير - 5 / 480 ) 0

5)- احرص على صلاة الجماعة :

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من ثلاثة في قرية ، ولا بدو ، لا تقام فيهم الصلاة ، إلا استحوذ عليهم الشيطان ، فعليكم بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب القاصية ) ( صحيح الجامع 5701 ) 0

قال ابن منظور : ( واستحوذ عليه الشيطان واستحاذ أي غلب على قلوبهم ، واستولى عليهم وحواهم - لسان العرب - 3 / 487 ) 0

قال المناوي : ( " ما من ثلاثة في قرية ولا بلد لا تقام فيهم الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان " أي استولى عليهم وجرهم إليه " فعليكم بالجماعة " أي الزموها " فإنما يأكل الذئب " الشاة " القاصية " أي المنفردة عن القطيع فإن الشيطان مسلط على مفارق الجماعة 0 قال الطيبي : هذا من الخطاب العام الذي لا يختص بسامع دون آخر تفخيما للأمر ، شبه
من فارق الجماعة التي يد الله عليهم ثم هلاكه في أودية الضلال المؤدية إلى النار بسبب تسويل الشيطان بشلة منفردة عن القطيع بعيدة عن نظر الراعي ثم تسلط الذئب عليها وجعلها فريسة له ) ( فيض القدير – 5 / 476 ) 0

6)- احذر من الكلب الأسود البهيم فإنه شيطان :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكلب الأسود البهيم - الكلب الأسود البهيم : هو الذي لا يكون فيه شيء من البياض - شيطان ) ( صحيح الجامع 4611 ) 0

قال المناوي : ( " الكلب الأسود البهيم " أي الذي لاشية فيه كله أسود خالص شيطان سمي شيطانا لكونه أعقر الكلاب وأخبثها وأقلها نفعا وأكثرها نعاسا ومن ثم قال أحمد لا يحل الصيد به ولا يؤكل مصيده لأنه شيطان وقال الثلاثة لا فرق بين الأسود وغيره وليس المراد بالحديث إخراجه من جنس الكلاب لأنه إذا ولغ في الإناء يغسل كغيره ) ( فيض القدير - 5 / 64 ) 0

قال الشبلي : ( فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة 0 وقال القاضي أبو يعلى : فإن قيل : ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الكلب الأسود : أنه شيطان ومعلوم أنه مولود من كلب ، وكذلك قوله في الإبل : إنها جن وهي مولودة من الإبل ؟ وأجاب إنما قال ذلك على طريق التشبيه لها بالجن لأن الكلب الأسود أشر الكلاب وأقلها نفعاً ، والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها ، وهذا كما يقال : فلان شيطان إذا كان صعباً شريراً والله تعالى أعلم ) ( أحكام الجان – الباب السابع – في بيان أن بعض الكلاب من الجن - ص 39 – 40 ) 0

7)- إذا تثاءبت فضع يدك على فيك :

عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب ) ( صحيح الجامع 426 ) 0

قال المناوي : ( " إذا تثاءب " بهمزة بعد الألف قال القاضي وبالواو غلط : أي فتح فاه للتنفس لدفع البخار المخنق في عضلات الفك الناشئ عن نحو امتلاء " أحدكم فليضع " ندبا حال التثاؤب " يده " أي ظهر كف يسراه كما ذكره جمع ويتجه أنه للأكمل وأن أصل السنة يحصل بوضع اليمين 0 قيل لكنه يجعل بطنها على فيه عكس اليسرى " على فيه " سترا على فعله المذموم الجالب للكسل والنوم الذي هو من حبائل الشيطان 0 وفي معنى وضع اليد وضع نحو ثوب مما يرد التثاؤب فإن لم يندفع إلا باليد تعينت والأمر عام لكنه للمصلي آكد ، فالتقيد به في بعض روايات الصحيحين لذلك لا لإخراج غيره ، ولذا كره المصلي وضع يده على فيه إذا لم تكن حاجة كالتثاؤب ونحوه ، ثم علل النهي بقوله : " فإن الشيطان يدخل " جوفه إذا فتح فاه والمراد بالشيطان إبليس أو واحد يسمى خنزب كمنبر موكل بذلك أو الجنس " مع التثاؤب " يعني يتمكن منه في تلك الحالة ويغلب عليه أو يدخله حقيقة ليثقل عليه صلاته ليخرج منها أو يترك الشروع في غيرها بعدها ، وخص هذه الحالة لأن الفم إذا انفتح لشيء مكروه شرعا صار طريقا للشيطان والأول أقرب فإن الشيطان متمكن من جوف ابن آدم يجري منه مجرى الدم ، وورد أنه واضع خطمه على قلبه فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقمه وذلك الوسواس الخناس فالتارك لما أمر به من رد التثاؤب والإمساك بيده على فمه في حكم الغافل الناسي فيتمكن منه في هذه الحالة ) ( فيض القدير – 1 / 314 ، 315 ) 0

قال النووي – رحمه الله - : ( قال العلماء : أمر بكظم التثاؤب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 415 ) 0

8)- إذا ركبت بعيرا فسم الله :

عن حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( على ظهر كل بعير شيطان ، فإذا ركبتموها فسموا الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم ) ( صحيح الجامع 4031 ) 0

قال المناوي : ( قال في البحر : إن معناه أن الإبل خلقت من الجن وإذا كانت من جنس الجن جاز كونها هي من مراكبها والشيطان من الجن قال تعالى : ( إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ ) ( سورة الكهف – الآية 50 ) فهما من جنس واحد ويجوز كون الخبر بمعنى العز والفخر والكبر والعجب لأنها من أجل أموال العرب ومن كثرت عنده لم يؤمن عليه الإعجاب والعجب سبب الكبر وهو صفة الشيطان فالمعنى على ظهر كل بعير سبب يتولد منه الكبر ) ( فيض القدير - 4 / 322 ) 0

قلت : والواجب على المسلم أن يبدأ بالتسمية حال ركوبه البعير أو السيارة أو الطائرة أو الباخرة ونحوه لتواتر الأدلة على ذلك ، فقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله - عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع ) ( قال الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – في تحقيقه للمسند " إسناده صحيح " ، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم 4217 ) ، ومع أن الحديث فيه كلام لبعض أهل العلم إلا أن معناه صحيح ، وهناك شواهد أخرى من السنة المطهرة تؤكد ذلك 0

قال علي القرني : ( قال النووي : تستحب التسمية في الأعمال ) ( الصحيح البرهان فيما يطرد الشيطان – ص 17 ) 0

ولا بد أن يعلم المسلم أن المحافظة على التسمية والذكر تجعله دائم الارتباط بخالقه سبحانه وتعالى 0

9)- لا تحدث بما يحصل بينك وبين أهلك :

عن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله ، أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها ، فلا تفعلوا ، فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانه في ظهر الطريق ، فغشيها والناس ينظرون ) ( صحيح الجامع 4008 ) 0

قال المناوي : ( " عسى رجل يحدث " الناس " بما يكون بينه وبين أهله " أي حليلته من أمر الجماع ومتعلقاته " أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها " كذلك " فلا تفعلوا " أي يحرم عليكم ذلك وعلله بقوله : " فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانه في ظهر الطريق " لفظ الظهر مقحم " فغشيها " أي جامعها " والناس ينظرون " إليها فهذا مثل هذا في القبح والتحريم والقصد بالحديث التحذير من ذلك وبيان أنه من أمهات المحرمات الدالة على الدناءة وسفاسف الأخلاق ) ( فيض القدير - 4 / 315 ) 0

10)- لا تترك للشيطان فرجة في صلاة الجماعة :

عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( راصوا الصفوف ، فإن الشيطان يقوم في الخلل ) ( صحيح الجامع 3454 ) 0

قال المناوي : ( " راصوا الصفوف " أي تلاصقوا وضاموا أكتافكم بعضها إلى بعض حتى لا يكون بينكم فرجة تسع واقفا أو يلج فيها مار " فإن الشيطان يقوم في الخلل " الذي بين الصفوف ليشوش صلاتكم ويقطعها عليكم 0 قال القاضي : والرص ضم الشيء إلى الشيء 0 قال الله تعالى : ( كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ) ( سورة الصف – الآية 4 ) ، فالتراص في الصفوف هو التداني والتقارب يقال رص البناء إذا ضم بعضه إلى بعض ) ( فيض القدير – 4 / 5 ) 0

11)- إذا رأيت رؤيا فلا تقصصها إلا على حبيب أو صاحب رأي :

عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا الصالحة من الله ، والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا 0 فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب ) ( صحيح الجامع 3532 ) 0

قال ابن منظور : ( والرؤيا : ما رأيته في منامك – لسان العرب – 14 / 297 ) 0

قال المناوي : ( " الرؤيا الصالحة " وصفت بالصلاح لتحققها وظهورها على وفق المرئي " من الله والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا يكره منها شيئا فلينفث عن يساره ويتعوذ بالله من الشيطان فإنها لن تضره " جعل هذا سببا لسلامته من مكروه يترتب عليها كما جعل الصدقة وقاية للمال وسببا لدفع البلاء " ولا يخبر بها أحدا " لأنه ربما فسرها تفسيرا مكروها لظاهر صورتها وكان ذلك محتملا فوقعت كذلك بتقدير الله " فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر " بضم الياء وسكون الموحدة من البشارة وروي بفتح الياء وسكون النون من النشر وهو الإشاعة قال عياض وهو تصحيف " ولا يخبر بها إلا من يحب " لأنه لا يأمن ممن لا يحبه أن يعبره على غير وجهه حسدا وليغمه أو يكيده ( قَالَ يَا بُنَىَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ) ( سورة يوسف – الآية 5 ) ( تنبيه ) قال الغزالي : الرؤيا انكشاف لا يحصل إلا بانقشاع الغشاوة عن القلب فذلك لا يوثق إلا برؤيا الرجل الصالح الصادق ومن كثر كذبه لم تصدق رؤياه ومن كثر فساده ومعاصيه أظلم قلبه فكان ما يراه أضغاث أحلام ولهذا أمر بالطهارة عند النوم لينام طاهرا أو هو إشارة لطهارة الباطن أيضا فهو الأصل وطهارة الظاهر كالتتمة ) ( فيض القدير – 4 / 46 ) 0

قلت : وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الحديث آنف الذكر بقوله : " فلا يخبر بها إلا من يحب " وذلك بسبب أن الرؤيا تقع كما تفسر من قبل الغير ، كما ثبت من حديث أبي رزين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر ، فإذا عبرت وقعت ، ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي ) ( السلسلة الصحيحة 119 ، 120 ) ، والله تعالى أعلم 0

12)- لا تخلون بامرأة أجنبية لا تحل لك :

عن عامر بن عقبة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) ( صحيح الترمذي 934 ، 1758 ) 0

قال المباركفوري : ( " لا يخلون رجل بامرأة " أي أجنبية " إلا كان ثالثهما الشيطان " والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيهما في الزنا ) ( تحفة الأحوذي - 6 / 320 ) 0

13)- عليك بالتأني واحذر من العجلة :

عن أنس - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التأني من الله ، والعجلة من الشيطان ) ( السلسلة الصحيحة 1795 ) 0

قال المناوي : ( " التأني " أي التثبت من الأمور " من الله والعجلة من الشيطان " قال ابن القيم : إنما كانت العجلة من الشيطان لأنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم وتوجب وضع الشيء في غير محله وتجلب الشرور وتمنع الخيور وهي متولدة بين خلقين مذمومين التفريط والاستعجال قبل الوقت قال الحرالي : والعجلة فعل الشيء قبيل وقته
الأليق به ) ( فيض القدير – 3 / 277 ، 278 ) 0

14)- لا تنس ذكر الله قبل الطعام :

عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ، وأنه جاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده وجاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها ، فوالذي نفسي بيده إن يده في يدي مع أيديهما ) ( صحيح الجامع 1653 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إن الشيطان ليستحل الطعام " أي يتمكن من أكل ذلك الطعام 0 والمعنى أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى 0 وأما إذا لم يشرع فيه أحد فلا يتمكن وإن كان جماعة ، فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه ، قاله النووي " إن يده لفي يدي مع أيديهما " أي أن يد الشيطان مع يد الرجل والجارية في يدي ) ( عون المعبود - 10 / 172 ) 0

15)- اجعل لسانك رطبا بذكر الله والاستغفار :

عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ) ( صحيح الجامع 1650 ) 0

قال المناوي : ( " إن الشيطان " لفظ رواية أحمد إن إبليس بدل الشيطان " قال وعزتك " أي قوتك وشدتك " يا رب لا أبرح أغوي " أي لا أزال أضل " عبادك " الآدميين المكلفين يعني لأجتهدن في إغوائهم بأي طريق ممكن " ما دامت أرواحهم في أجسادهم " أي مدة دوامها فيها " فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " أي طلبوا مني الغفران أي الستر لذنبهم مع الندم على ما كان منهم والإقلاع والخروج من المظالم والعزم على عدم العود إلى الاسترسال مع اللعن وظاهر الخبر أن غير المخلصين يرجون من الشيطان وليس آية ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ) ( سورة ص – الآية 82 ، 83 ) ، ما يدل على اختصاص النجاة بهم كما وهم لأن قيد قوله تعالى ( مَنْ اتَّبَعَكَ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) ، أخرج العاصين المستغفرين إذ معناه ممن اتبعك واستمر على المتابعة ولم يرجع إلى الله ولم يستغفر ثم في إشعار الخبر توهين لكيد الشيطان ووعد كريم من الرحمن بالغفران قال حجة الإسلام لكن إياك أن تقول أن الله يغفر الذنوب للعصاة فأعصي وهو غني عن عملي فإن هذه كلمة حق أريد بها باطل وصاحبها ملقب بالحماقة بنص خبر : الأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، وقولك هذا يضاهي من يريد أن يكون فقيها في علوم الدين فاشتغل عنها بالبطالة وقال إنه تعالى قادر على أن يفيض على قلبي من العلوم ما فاضه على قلوب أنبيائه وأصفيائه بغير جهد وتعلم فمن قال ذلك ضحك عليه أرباب البصائر وكيف تطلب المعرفة من غير سعي لها والله يقول : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى ) ( سورة النجم – الآية 39 ) ، ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) " سورة الطور – الآية 16 ، وسورة التحريم – الآية 7 " ) ( فيض القدير - 2 / 351 ) 0

16)- إذا نمت فأطفأ السراج :

عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نمتم فأطفئوا سرجكم ، فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم ) ( صحيح الجامع 816 ) 0

ويعني - عليه الصلاة والسلام - في قوله ( فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم ) أي ( الفأرة ) ، كما ثبت من حديث عبدالله بن سرجس – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نمتم فأطفئوا المصباح ، فإن الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت ، وأغلقوا الأبواب ، وأوكؤا الأسقية ، وخمروا الشراب ) ( صحيح الجامع 815 ) 0

قال ابن منظور : ( وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : خمروا آنيتكم ، قال أبو عمرو : التخمير التغطية ، وفي رواية : خمروا الإناء وأوكوا السقاء - لسان العرب – 4 / 258 ) 0

قال المناوي : ( " إذا نمتم " أي أردتم النوم " فأطفئوا " أخمدوا وأسكتوا " المصباح " السراج " فإن الفأرة تأخذ الفتيلة " تجرها من السراج " فتحرق أهل البيت " أي المحل الذي به السراج ، وعبر بالبيت لأنه الغالب " وأغلقوا الأبواب " فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا " وأوكؤا الأسقية " اربطوا أفواه القرب " وخمروا الشراب " غطوا الماء وغيره من المائعات ولو بعرض عود ، قال ابن دقيق العيد كالنووي : وقضية العلة أن السراج لو لم تصل إليه الفأرة لا يكره بقاؤه وقد يجب الإطفاء لعارض 0 قال ابن حجر : وكذا لو كان على منارة من نحو نحاس أملس لا يمكن لفأرة صعودها ، لكن قد يتعلق به مفسدة أخرى غير جر الفتيلة كسقوط شرره على بعض متاع البيت ، فإن أمن زال المنع لزوال العلة : قال ابن دقيق العيد : وهذه الأوامر لا يحملها الأكثر على الوجوب ) ( فيض القدير - 1 / 449 ) 0

17)- لا تذهب إلى الأسواق إلا للحاجة :

عن سلمان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكونن إن استطعت أول من تدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وفيها ينصب رايته ) ( أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " - 6 / 309 ، والهيثمي في " مجمع الزوائد " – 4 / 77 ، والهندي في " كنز العمال " - برقم ( 9334 ) ، والخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " - 12 / 426 ، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " - 2 / 100 ، وابن القيسراني في " تذكرة الموضوعات " - برقم ( 975 ) - وقال الهيثمي عنه ، رجاله رجال الصحيح ) 0

18)- كفوا صبيانكم عند فوعة الشياطين ( وقت الغروب ) :

عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخطفة - قال صاحب عون المعبود : انتشارا وخطفة : أي سلبا سريعا - ) ( صحيح الجامع 4492 ) 0

قال المناوي : ( " كفوا صبيانكم " عن الانتشار " عند العشاء فإن للجن " حينئذ " انتشارا " أي تفرقا " وخطفة " أي استيلاء بسرعة ) ( فيض القدير – 5 / 8 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن الجوزي : والحكمة في انتشارهم : أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ، لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد ، ولهذا قال في حديث أبي ذر : ( فما يقطع الصلاة ؟ قال : الكلب الأسود شيطان ) أخرجه مسلم " صحيح الجامع 719 " ) ( صحيح الجامع 13 / 69 ) 0

19)- اقتصد ولا تكن من المسرفين :

عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فراش للرجل ، وفراش لامرأته ، والثالث للضيف ، والرابع للشيطان ) ( صحيح الجامع 4198 ) 0

قال النووي : ( قال العلماء : معناه أن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا ، وما كان بهذه الصفة فهو مذموم ، وكل مذموم يضاف إلى الشيطان ، لأنه يرتضيه ، ويوسوس به ، ويحسنه ، ويساعد عليه 0 وقيل : أنه على ظاهره ، وأنه إذا كان لغير حاجة كان للشيطان عليه مبيت ومقيل ، كما أنه يحصل له المبيت بالبيت الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه عند دخوله عشاء 0 وأما تعديد الفراش للزوج والزوجة فلا بأس به ، لأنه قد يحتاج كل واحد منهما إلى فراش عند المرض ونحوه وغير ذلك ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 250 ) 0

قال الخطابي : ( فيه دليل على أن المستحب في أدب السنة أن يبيت الرجل على فراش ، وزوجته على فراش آخر ، ولو كان المستحب لهما أن يبيتا معاً على فراش واحد لكان لا يرخص له في اتخاذه فراشين لنفسه ولزوجته ، وهو إنما يحسن له مذهب الاقتصاد والاقتصار على أقل ما تدعو إليه الحاجة والله أعلم ) ( نقلاً عن كتاب " مكائد الشيطان " – ص 34 ) 0

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن معنى الحديث فأجاب - حفظه الله - المعنى أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - يحذر من الإسراف واتخاذ أكثر من اللازم ولا سيما في زمن كزمن الرسول - عليه الصلاة والسلام - الناس يحتاجون فيه إلى الأموال التي يبذلونها في أمور أنفع وأهم ، وإنما نسبه إلى الشيطان لأنه من الإسراف ، وقد قال تعالى : ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) " سورة الأنعام – الآية 141 " ) ( لقاء الباب المفتوح ( 8 ) - الشيخ محمد بن صالح العثيمين - ص 22 - 23 ) 0

أسأل الله سبحانه وتعالى بفضله ومنه وكرمه أن يقينا شياطين الإنس والجن ، وأن لا يجعل لهم إلينا طريقاً ولا سبيلا ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :
منقول من موقع الرقية الشرعية