الخميس، يونيو 18، 2009

الوسوسة .. أسبابها .. وعلاجها ..


الوسوسة .. أسبابها .. وعلاجها ..
تأليف أبي عبد الرحمن حسن بن محمد اليوسف

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .

أمَّا بعــدُ : فإنَّ العداوة بين الشيطان والإنسان قديمة .. وكان بدء ذلك يوم شَكَّل الله تعالى آدم قبل أن ينفخ فيه الروح ، فكان الشيطان يطيف به ويقول : لئن سُلِّطتَ عليَّ لأعصينك ، ولئن سُلِّطتُ عليك لأهلكنك (1).

فلمَّا نفخ الله تعالى في آدم عليه السلام الروح ، وأمر ملائكته بالسجود لأبينا آدم عليه السلام:أبى العدو الأول إبليس لعنه الله تعالى السجود - عناداً واستكباراً - وأعلن الحرب على آدم عليه السلام وذريته إلى يوم الدين ..وقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه الكريم عن قصة الصراع الدائمة بين آدم وذريته والشيطان ؛ فقال سبحانه حاكياً لنا ما طلبه الشيطان ويتمنى حصوله :


( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ إِنَّكَ مِـنَ الْمُنْظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْـوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ  [سورة الأعراف،الآية:14-17] .

وحذَّرنا الله سبحانه من الشيطان في مواطن كثيرة من كتابه الكريم ؛ لعظيم فتنة ذللك العدو وكيده ومهارته في أساليب الغواية لبني الإنسان ، فقال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ .. ) [سورة الأعراف، الآية:27 ].

وقال عزَّ وجلَّ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [سورة فاطر، الآية:6 ].

وقال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) [سورة النساء،الآية 119].

وعداوة الشيطان لا تحول ولا تزول ؛ لأنه يرى أنَّ طرده ولعنه كان بسبب أبينا آدم عليه السلام ، فلابدَّ أن ينتقم من آدم وذريته من بعده :  ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً ) [سورة الإسراء، الآية:62 ].

وفي المسند وسنن النسائي بسندٍ حَسَنٍ عن سبرة بن أبي فاكه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، فقعد له بطريق الإسلام ، فقال لـه : أتسلم وتذر دينك ودين
آبائك وآباء أبيك،قال:فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة ، فقال:
أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطَّول ، قال : فعصاه فهاجر ، قال: ثم قعد له بطريق الجهاد ،و هو جهاد النفس والمال، فقال :تقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال، قال : فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، أو قتل كان حقاً على الله عزَّ وجلَّ أن يدخله الجنة ،وإن غرق كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، أو وقصته دابته كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ) .

وكان من كيد الشيطان وأساليب الغواية عنده : تَسلُّطه على قلوب عباد الله تعالى بالوسـوسة في زعزعة عقائدها وتوحيدها لربها عزَّ وجلَّ ،وكذلك وسوسته في أمور العبادة : من طهارة وصلاة وغير ذلك ..

ووساوس عدو الله تعالى لبني آدم كثيرة جداً ، والمرقوم في هذه الأوراق بعض من أنـواع الوسوسة الإبليسية وكيفية الوقاية منها ، فأقول مستعيناً بالله تعالى الموفق لكلِّ خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق